السبت، 10 ديسمبر 2011

الثوار و الجيش ... والأمن في ليبيا
أبوعبد الله التاجوري
لا يخفى عليكم جميعا يا إخوتي و أخواتي اللفتة التي أحدثها أهل طرابلس في الثورة منذ أيام إذ ذكروا الكثير بأن الغرض من الثورة هو النظام و الانضباط و العدل ، و هذه المطالب لا تأتى إلا بواسطة مؤسسات مختصة بها لها أهلها في البلاد من خبراء و عاملين .
و المظاهرات التي خرجت في ميدان الشهداء لم يقصد منها طرابلس فحسب و إنما قصد بها الوطن أجمع . مثلما ناب ميدان التحرير في القاهرة عن مصر فميدان الشهداء في طرابلس ناب عن ليبيا بـ (( الشعب يريد تسليم السلاح )) كما لا يخفى أيضا تجاوب المسؤولين و إن كانوا بحول محدود . إذ أعلن ناطق باسم الحكومة عن اعطاء مهلة اسبوعين لمغادرتهم طرابلس كخطوة أولى لإقامة دولة بمؤسسات أمنية متمكنة تسحب السلاح من يد المواطنين ككل . و أتبعها مجلس مصراتة بمثله . و لكن أكرر أن المظاهرات التي تخرج في طرابلس وهي العاصمة غرضها معالجة الظاهرة من الأساس و ليست حلا لجهة فقط .
كما سمعتم عن نية الحكومة دمج 100 ألف مقاتل في قطاعات الشرطة و الجيش . وهو خبر سار مسبقا .. لكن هناك تحفظات و تخوفات أراها في الموضوع . وهي حول كيفية ضمهم إلى تلك الجهات و القصد منه و ما رأي "الثوار" في هذا ؟
لنأخذ مثالا على هذا ..... بالنسبة لمنطقتي تاجوراء وما أراه و أعايشه من غالب المسلحين . فهم متعددو التقسيمات و التسميات و المهام حتى في جهة واحدة ... فهم فاكهون بالوضع الحالي يسهرون في مزرعة منصور ضو الفارهة مثلا .. و يقودون سياراته و يخرجون في الليالي للإغارة على منزل طحلب "لخدمة الثورة " أو يسترزقوا بالأصح .. يقيمون البوابات في فراغهم تقف على حاجزهم فينظر إليك و لسان حاله يقول : اترحم عليا اللي نحمي فيك انت . ثم يأمرك بتحريك السيارة و .. تكبير .. ربما ما يغيضني في الموضوع أنني أعرف أولئك الصبية و خلفيتي عليهم سواء كانوا حمقى صايعين مردف فروخ ما يفهموش الخ .. أضف إلى التركيبة سلاح أمام هذا الانسان الاجوف .. و يا للفضيحة لو وصفت أمراء السرايا و قادة الكتائب فهم بين متسلق و نهم للسلطة و مستبد و غيره مما عافاكم الله .
و عندما تصاعد لسان النقد ضد تصرفاتهم و التصريحات حول وضعية تشكيلاتهم و عدم تبعيتها للمجلس العسكري سارع هؤلاء إلى الانضمام إلى الحرس الوطني . فيما لم يفلح البعض و حاول مع وزارة الدفاع للانضمام . أما عن الحرس الوطني فهو يماثل الدرك الوطني في تونس مثلا و مهمته أمنية مكملة للجيش إلا أنه داخلي أكثر من الجيش أي يدير دوريات في الطرق و المدن ..ولكن.. يسري عليه النظام العسكري التام و القانون العسكري أي له جنود و ضباط صف و ضباط و معسكرات و انضباط و سلوك و عقوبات رادعة للمخلين كالجيش المثالي ...لكن أن ينضم آمر سرية تسلحت بعد 8/20 بما لديه من شبيبة أعمار أغلبهم ما بين 16-18-20 بدون ترتيب هرمي أو أقدمية .. يعني خش للحرس الوطني بالبز متعه .. فهذا ما استغربه .. و أذكر ان أخي انضم إلى أحد تلك الميلشيات قبل التحرير ثم لزم بيته وقاطعهم و فعل ذلك أغلب زملائه ..فلما وجد الآمر أن الجميع انفضوا من حوله اتصل بهم وجمعهم و شجعهم على الانضمام للجيش و ووعدهم بدورات في الانجليزية و الحاسوب و مرتبات مجزية بل قال لهم بعد ستة شهور ستسافرون الى امريكا للتدرب هناك !! فأي شيء أقبح من هذه الأفعال . ..
إن كان الجيش الليبي سيصبح الجيش الثورجي فلا نريده بل نريد المؤسسة العسكرية المنضبطة المتزنة المعهودة و أنبه على اللباس الموحد و الاشارت الموحدة و هم أدرى مني في ذلك (مش لابس نص مدني و نص عسكري وشبشب صبع في بوابة). ثم . أليس من حق الشباب الذي يمتشق الأسلحة في هذه الميليشيات أن يكمل تعليمه الثانوي و الجامعي و يكون حياته على أسس سليمة دون تغرير و وعود كاذبة كما يفعل الأمراء المنتفعون . وهذا ما عايشته بنفسي و ربما مررتم بحالات أفضل أو أسوأ من ذلك .
ثم أتكلم عن جهازي الأمن الداخلي و الخارجي سابقا .. فقد تم ضمهما الى الداخلية و سمي الداخلي بالأمن الوقائي و الخارجي المخابرات العامة أو الأمن القومي . و أشدد التنبيه على أهمية هاذين الجهازين و أتمنى من المجلس الوطني أن يهتم بهما و يوليهما اهتمامه في النواحي الامنية فهما و ان كانا ذا سمعة سيئة و فيهما الكثير من الافراد الفاسدين . إلا أن فيهما الكثير من الصالحين و سليمي الطوية و الوطنيين . وهم يتميزون بمؤهلات و ميزات عديدة نتيجة دخولهم في تدريبات قاسية و انضباط قبل دمجهم في أجهزتهم في زمن الطاغية و الكثير منهم ساهم في الثورة وساعد الثوار ... ولا نحتاج إلى دليل في هذا .
هذا ما جاد به الخاطر و تذكرته فدونته . و الحمد لله على كل حال . و السلام عليكم ورحمة الله .

هناك تعليق واحد:

  1. شكرا على المدونة الرائعة, فقد أصبح هذا الموقع هو أذننا و عيننا في ليبيا.

    ردحذف