الخميس، 3 نوفمبر 2011

ينجح الكيب مربوعيا كما نجح أكاديميا؟

هل ينزع قرواطته و يرتدي جردا؟
ليبي بن ليبي
مما لا شك فيه ان عموم الليبيين راضون كل الرضا عن تولي الكيب منصب اول رئيس للوزراء في ليبيا بعد عهد القذافي رغم ان جل الليبيين لا يعلمون عنه شيئا او ربما لم يسمعوا به قبل الثورة أو حتى بعدها,
و لعل فرحتهم نتاج لتذمرهم من اداء المكتب التنفيذي المتمثل في شخص محمود جبريل الذي صفق له الليبيون في بداية الأحداث و تاملوا فيه خيرا و أنهم... في حاجة الى كفاءة هذا الرجل للنهوض بليبيا و بناء مستقبلها و ما هي الا اشهر حتى تعالت الاصوات المطالبة برحيله و اعتباره المسؤول الاول عن تدني مستوى الخدمات التي يقدمها المكتب التنفيذي و انتهجوا منهج ابليس و لا ادريس, فهل ينجح الكيب في انجاز ما فشل فيه من سبقه؟
ان من أكبر التحديات التي تواجهها الحكومة المقبلة و التي لا تعتمد اساسا على الامكانيات المادية أو الميزانيات تتمثل في ملفي المصالحة الوطنية و تجميع السلاح المنتشر بين أيدي المدنيين فما هي نظرة الكيب في هذين الملفين كمواطن ليبي و ليس كعالم كهرباء أو استشاري في مجال الطاقة؟؟
قبل الشروع في وضع برنامج عمل لمشروع المصالحة الوطنية يجب ان نتفق جميعا - شئنا أم ابينا - ان ليبيا تعد مجتمعا قبليا تحكمه الاعراف و التقاليد و ان كان القذافي قد سعى طيلة فترة حكمه الى تخريب هذه الموسسة الاجتماعية (القبيلة) كما فعل في كل المؤسسات حتى تتلاءم مع افكاره و تكون سندا له لا قوة تقف ضد طغيانه, ففي ليبيا نجد أن النظام القبلي ليس تقليديا كما هو موجود في اليمن او الاردن أو .. و كل من يعرف طبيعة القبيلة في ليبيا يعلم أنه لا وجود لصفة رسمية لشيخ القبيلة المتفرد باتخاذ القرار و على باقي افراد القبيلة السمع و الطاعة و انما هناك بعضا من الوجهاء او الاعيان ممن يحظون باحترام و تقدير الاخرين ربما لمكانتهم الاجتماعية او ربما لمناصبهم السياسية كما كان في النظام السابق و من هنا ضمن القذافي عدم تفرد شخص بعينه باتخاذ القرار, و لا ننس ان قضايا كبرى و جرائم قد تستمر سنين طوال في المحاكم و القضاء و لكنها قد تحل في وجبة عشاء و لحم على مفاصله في مربوعة بحضور بعض ممن لهم وجاهة و احترام عند كلا الطرفين المتنازعين و كما يقال (على وجوهها تشرب لبنها) و(الضنا ضنانا و الفعل موش فعلنا) و ( البطن تجيب صباغ و دباغ), فهل يا ترى يدرك الكيب الطرابلسي المولد و المنشا - و هذا ليس انتقاصا في أهل طرابلس و انما هي طبيعة الحياة المدنية البعيدة عن مفهوم القبيلة و الذي عاش معظم حياته في الغرب و يقضي معظم أوقاته بين أبحاثه و مجلاته العلمية و ربما يتسامر ليلا مع نخبة من العلماء لم يجلس أحد منهم على الارض يوما في حياته - هذه الحقائق لتكون هي الأساس في برنامج المصالحة الوطنية و ليس نظريات علمية بناها علماء اجتماع لا يمثلون واقعنا في شي و ربما لن تجد لها اذانا صاغية في مربوعتنا المتواضعة !!
أما عن سحب السلاح فكلنا يعلم ان المشكلة الاكبر توجد في طرابلس و اول خطوة لحل مشكلة انتشار السلاح في طرابلس هي عودة ثوار مختلف المدن الى مدنهم أو على الأقل تخصيص بعض المعسكرات لبعض المدن التي تشكل الثقل الأكبر من باب المحافظة على الامن اذا دعت الحاجة لذلك و هنا نلاحظ ان قرارا كهذا لا يمكله الثوار الذين يقودون سيارات الــ 14.5 و انما تملكه مجالسهم العسكرية التابعين لها و التي تستمد شرعينها من سكان مدنهم و هنا نعود مرة أخرى الى مجلس أمننا المصغر (المربوعة) و التفاوض مع شيابين المدن للوصول الى حل يقضي برجوع ابنائهم او على الاقل الانضباط في مراكز أمنية لا يخرجون منها الا اذا دعت الحاجة لذلك بقرار من الحكومة.
مهمتك صعبة يا عبد الرحيم الكيب و لن تكون سهلة و يجب أن لا ننسى ان من احد أهم اسباب السخط الشعبي على من سبقك في المكتب التنفيذي هو عدم زيارته لكل منطقة على حدة و عدم زيارته لكل عزوز و شيباني في منزلهم و عدم نزوله الى الشارع بين الجماهير ليهتفوا له كما فعل الاخرون!! مهمتك ليست بالهينة فانت مطالب بارتداء بدلتك الباريسية و على سنقة عشرة حتى لا تقارن بالبوشفشوفة و قفاطينه الستائرية و عليك أن تنزع قرواطتك و تلبس جردك و تنضم الى مربوعتنا حتى تفهم لغتنا!!
نسال الله التوفيق و السداد
ليبي بن ليبي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق