الأربعاء، 16 نوفمبر 2011

ليبيا "ولادة" ولن تصاب بعقم
أحمد علي الأطرش
كتب الدكتور أحمد علي الأطرش، أستاذ العلوم السياسية بجامعة طرابلس، مقال رأي في صحيفة ليبيا المستقبل ألقى فيه الضوء على محاولة رموز من نظام العقيد الليبي المخلوع معمر القذافي تبييض وجوههم وركوب موجة الثورة.

ورأى الكاتب أنه يجب التصدي لهؤلاء الذين اعتبرهم من الفاسدين والمفسدين في ليبيا والذين يتشدقون بأنهم مولوا الثورة وساهموا فيها بشكل أو بآخر.
واعتبر الدكتور الأطرش أن الفساد كان من أبرز المسوغات التي حفزت الليبيين للقضاء على "العصابات" التي كانت تتحكم بالبلاد، وشدد الكاتب على أن خطر الفاسدين والمفسدين ما زال قائما في ليبيا ما بعد القذافي.
جرثومة
 وفيما يتعلق بالفاسدين والمفسدين قال الأطرش "(...) إن هذه الجرثومة الخبيثة ما زالت تهددنا وتلوث محيطنا، بل يتعدى ذلك باستخدام كافة التكتيكات المفضوحة والرخيصة لمحترفي لصوصية الوطن عبر سعيهم المخزي لسرقة الثورة واختطاف المجد الذي صنعه لنا ثوارنا البواسل، سواء الأحياء منهم أو من هم في جنات الخلد، وعند ربهم يرزقون."
وأعرب الكاتب عن تعجبه من محاولة أعضاء النظام السابق "شرعنة" سرقاتهم لموارد الليبيين وإيهامهم بأنهم كانوا سندا للثورة وقاموا بتمويلها.
واعتبر الكاتب أن هناك فرضيتان في هذه الحالة "إما أن نقبل بهذا الهراء ونصمت أو نرفضه جملة وتفصيلا".
ومن ناحية أخرى دعا الأطرش إلى ضرورة مساءلة هؤلاء عن مصادر الأموال، وقال " إذا كانت من الحلال فلنرفع لهم القبعة، ولو أن هذا يعتبر جزء بسيط من صميم الواجب الوطني، أما إذا كانت جزء من ثرواتنا المسروقة فهذا حقنا وعاد لنا، ولا يجب أن نقدم لهم "عرفاناً بالجميل"، ولا يمكن أن نقبل به كمنة أو إكرامية أو صدقة أو هبة منهم، بل بالعكس يجب المطالبة بكشفهم وكشف ما تبقى لديهم من مسروقات، وهي أكبر بكثير مما استرجعوه، ومحاكمتهم علناً عما اقترفوه من جرائم حيال شعبنا الأبي."
مكافحة
كما رأى أن التشدق عبر وسائل الاتصال المختلفة بدعم الثورة وركوب الموجة وتوزيع ابتسامات "رجال الأعمال" لم تعد تجدي نفعا ويجب أن يقف لهم الشعب الليبي بالمرصاد لكشف حقيقتهم.
وفي هذا الإطار اعتبر الدكتور أن "القبول بهذه الترهات الرخيصة يعد إهانة مباشرة للثورة والثوار الحقيقيين". واقترح تشكيل وزارة أو مرصد مركزي يعني بمكافحة الفساد ومتابعة رموزه وتكون لهذه الآلية الاستقلالية والسيادية المطلقة في ممارسة مهامها، وبشفافية وحزم كاملين.
كما دعا أحمد علي الأطرش إلى الجدية والحيطة في عدم قبول أو فسح المجال للفاسدين لغسيل الأموال المنهوبة بدماء الشهداء، أو لنهب خيرات الشعب "عبر التستر بحجة دراية أو أحقية إدارة شؤوننا مستقبلاً، لأن ليبيا "ولادة" ولم ولن تصاب بعقم المخلصين"، على حد قوله.
ودعا كذلك إلى عدم ترك المجال لأي واحد منهم لتحقيق مأربهم وذلك "لأننا يجب أن نستمر في إبهار العالم بثورتنا ونثبت له مدى قدرتنا على بطلان الجزئية الأخيرة من ثلاثية مقولة أن "الثورة يخطط لها الحكماء وينفذها الأبطال ويحكمها الانتهازيون!"، على حد تعبيره.
د. أحمد علي الأطرش، أستاذ العلوم السياسية بجامعة طرابلس
ليبيا المستقبل


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق