ديار العمري
حصلت «البيان» على وثائق تكشف عما بات يوصف بربيع العلاقة بين الحكومة البريطانية السابقة بزعامة توني بلير وبين نظام العقيد معمّر القذافي ونجله سيف الإسلام، والتي يعود تاريخها إلى العام 2006 و2007، حيث تظهر تلك الوثائق كلمات الإعجاب والإطراء بين بلير والقذافي.
وبحسب نصوص الترجمة الموجودة في الوثيقة المؤرخة بتاريخ 28 من ديسمبر 2006 فإن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق يتبادل فيها عبارات التهاني بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية ويضيف بلير في هذه الوثائق انه لمن دواعي سروره أن يلتقي بالعقيد القذافي في السنة المقبلة ومن اجل المحافظة على أواصر العلاقة بينهما وبين الشعبين الليبي والبريطاني ويختم بلير الرسالة ويذيلها بعبارة المخلص لك دوما توني.أما الوثيقة الثانية والمؤرخة بتاريخ 5 مارس 2007، فتظهر رد مكتب رئيس الوزراء في 10 داوننغ ستريت على رسالة سابقة أرسلها سيف الإسلام القذافي في أمر يتعلق بأطروحة الدكتوراه التي قدمها إلى الجامعة في بريطانيا، ومن الواضح فإن منصوص الوثيقة يظهر رد بلير بالأطروحة المقدمة من قبل سيف الإسلام إلى لجنة الأطاريح الجامعية، وموقعة أيضاً من قبل مدير المكتب الإعلامي لمكتب رئيس الوزراء البريطاني نايجل شوانيوارد.
أما الوثيقة الثالثة والمؤرخة في 25 من يوليو 2007 والمرسلة من قبل بلير إلى القذافي فمحتواها يقول إن الحكومة البريطانية تسعى حثيثا إلى تنمية العلاقات الثنائية بين لندن وطرابلس على كافة المستويات وخصوصا فيما يتعلق بالتبادل الاستخباراتي والأمني وفي مكافحة الإرهاب وتأسيس علاقة استخبارية مثالية بغية وقف التطرف والإرهاب العالمي، وتظهر طلبا من بلير للقذافي ضرورة تفعيل تلك العلاقة الاستخبارية بأسرع وقت بغية المضي بها. ويقول بلير في هذه الوثيقة انه من الأفضل للبلدين المضي في توقيع معاهدة دفاع مشترك لحماية مصالحهما، وان ذلك يجب ان يكون من الأولويات.
ويستطرد بلير في رسالته الى القذافي بالحديث حول مجالات الاستثمار في بريطانيا وبالعكس. ويقول ان ليبيا «مشكورة في زيادة رأسمالها في الاستثمارات في بريطانيا وهو امر أنعش الاقتصاد بشكل ممتاز وانه لأمر مثالي» ان تشهد العلاقات الاقتصادية دفعة اكثر خصوصا فيما يتعلق بالمجال النفطي والاستثماري للشركات البريطانية.
وإلى جانب الوثائق الثلاث السابقة فإن الوثيقة المؤرخة بتاريخ 26 من سبتمبر 2007 تكشف عن رغبة بريطانيا في الإسراع بتفعيل اتفاقية الدفاع الاستراتيجي مع العقيد القذافي والموقعة من قبل العقيد البغدادي المحمودي ورغبة بريطانيا في بيع صفقة سلاح ومنظومة دفاع صاروخية ارض جو من طراز«MBDA Jernas» وعلى ما يبدو من الرسالة فإن هناك إلحاحا بريطانيا لدفع ليبيا للقبول بتسريع إجراءات شراء صفقة نظام الدفاع الجوي.
اما فيما يتعلق بشركة بريتش بتروليوم (BP) النفطية فان بلير يوعد الليبيين بانه «لم يبق» الا القليل من الوقت لتحصل الشركة النفطية على موافقة البرلمان والحكومة من اجل القدوم الى
ليبيا للبدء بمشاريعها ومن اجل تعزيز التعاون المشترك على الصعيد الاقتصادي والتجاري.
كل هذه الوثائق تكشف عن حجم العلاقة بين القذافي و بلير وهي تكشف ولو بشكل قليل ان بريطانيا كانت تستخدم نظام العقيد القذافي من اجل تمشية مصالحها الاقتصادية وبيع قطع السلاح البريطاني وهو امر نتج عنه تخليها عن قضية الضحايا فيما يتعلق بتفجير لوكربي والإفراج عن عبدالباسط المقراحي المتهم الأول في التفجير، وغض الطرف عما يتحدث عنه البعض من انتهاكات حقوق الإنسان التي كانت ترتكب بحق المعارضين الليبيين.
البيان ـ 14 أكتوبر 2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق