ليبي حر: ان مايفرضه الواقع المرير اليوم متفاعـلاً مع مسار الأحداث ومدفوعــا بمكائد القذافي الشيطانية لإثارة الفتن وإحياء النعرات بغية إشغال الثوار و تشتيتهم عن اجتثات نظامه و انحراف الثورة عن اهدافها وماينتج عنه من تململ الثوار من أهالي بني وليد من سيل الشتائم في المواقع الإجتماعية المنسوبة على الثوار, هو ما يدفعني صدقا, ان اكتب هذة الأسطر لتوضيح المؤامرة و النزول بمقالتي لتفضي لواقع قد يفضي بنا الى حل المشكلة إن شاء الله.
تعامل القذافي اللعين منذ البدء مع اهالي بني وليد بطريقة شيطانية و مدروسة في الماضي و خصوصا بعدانقلاب 93 و ذلك بدعم قيادات موالية له تارة بالسلطة و تارة اخرى بالمال و استمالة الناس بقضاء مصالحهم. و منذ بداية ثورة 17 فبراير المجيدة و القذافي يبذل الغالي والرخيص و يسلط المال و الاعلام على اهالي بني وليد و يعلن كل يوم في اعلامه عن ولاء بني وليد و متطوعيها ومؤتمراتها ومظاهرات التأييد و حبها له, لغرض واحد لا ثاني له, هو عبارة عن رسالة لكل الليبيين ان عدوكم هو اهالي هذه البلدة وان السبب الوحيد لبقائه هو ولائهم لهو دفاعهم عنه, فيجب ان تحاربوهم و تبيدوهم اولا للقضاء علي القذافي ثانيا,و ذلك لثقلها و انتشارها في كل ارجاء ليبيا, بينما الحقيقة هي ان اغلبية الاهالي مساندين للثوار ويجب ان نقر بأن هناك من بعض أبناء بني وليد من يدافع عن القذافي ونظامه في الاعلام وغيره, وهؤلاء هم المستفيدون المتملقون من اللجان الثورية, والتي لا تخلوا منهم مدينة أو قبيلة.
سوف اورد بعض الارقام قد تكون مستغربة و لكن صحيحة ان من قتل من ابناء بني وليد تحت لواء كتائب القذافي في كل الميادين من بداية الثورة (33) شخصا فقط لا غيركدليل قاطع على كذب اعلام القذافي, مع ملاحظة بعد انقلاب 93 و الثورة التي تلته تناقص اعداد ابناء بني وليد المجندين في الكتائب النظامية بشكل كبير. في حين ان بعض المدن القريبة قتل منها ما يزيد عن (2500) من الكتائب و تظل بعيدة عن الصورة. وحملة المجرم جبران (200 مقاتل الغير مدربين) كانت 15-19 مارس و لازالت فيديوهاتها تطل علينا كل حين ايضا لتوسيع الفجوة بين الطرفين ( اهالي بني وليد – الثوار).
بعض الليبيين من جانبهم تفاعلوا بشكل خاطئ مع هذه القضية فمثلا كل كتائب القذافي تسمى بهذا الاسم, الا الذين هم من بني وليد فينسبون لقبيلتهم !؟ وهذا يقلل من شأن ثوارها و دمائهم التي سفكت بدم بارد فنسبت الجريمة الى ابناء القبيلة بوحشيتها للنيل منها ولم تنسب الى ازلام الطاغية؟. و نسوا أن من قتل احرار الزاوية و ابطالها هم مجرموا القذافي من ابناء الزاوية و ينطبق هذا ايضا على الرياينة و زليتن و غريان و سبها و غيرها من مدن. و بالنسبة للمدن المحررة مثل بنغازي و مصراته و درنة و البيضاء يسمون بالطابور الخامس و ينسبون للقذافي ولجانه الثورية!!؟ بينما طابور بني وليد ينسبون لقبيلتهم. و لم نسمع عن ثوار بني وليد الموجودين في مصراته و طرابلس و جبل نفوسه او اللاجئين منهم في تونس و ايضا عشرات الشهداء و مئات المختطفين منهم و لو بكلمة ثناء او رثاء, رغم انه وعلى سبيل المثال سكان بنغازي الذين اصولهم من بني وليد هم اكثر عددا من سكان بني وليد نفسها .
هناك الكثير من عائلات ابطال مصراته موجودة في بني وليد و زمزم و المردوم ومنع النظام من استعمالهم كدروع بشرية بعد ان لم تستطيع مدن اخرى من استقبالهم لسيطرة ازلام القذافي المطلقة عليها. لماذا مطلوب من اهالي بني وليد ان يحرروا بلدتهم و غيرمطلوب ذلك من باقي المدن الغير محررة لحد الان, رغم ان الصورة واضحة هي الاحتكام للسلاح الثقيل و لا غير السلاح الثقيل.
البعض يظن ان الاستئثار بالمجد و البطولة و النيل من الاخرين سوف يحرمهم من حقوقهم و يقزم دورهم و مكانتهم في ليبيا ما بعد القذافي. العدل و المساواة هي الضمان للديمقراطية و ليبيا المستقبل, و لن يستتب الامن و تهدأ الاوضاع الا بعد ان يجلس كل الليبيين على مائدة واحدة من اجل وضع دستور للبلاد و اسس الحياة السياسية للدولة الوليدة. و القضاء هو الفيصل الوحيد لينال كل مجرم جزائه العادل , و لن نستر او نتهاون مع أي مجرم سافك لدماء الليبيين. التعصب للقبيلة او المدينة او الطائفة سببه الرئيسي هو الظلم ليحتمي المواطن بفئة تحميه, و الظلم و الجور في عهد القذافي حدث و لا حرج لهذا فالعدل هوالمطلب الأول بعد انتصار الثورة انشاء الله.
و في النهاية من الواضح للمتتبع ان غاية القذافي هو جر الثوار الى معارك جانبية لا طائل من ورائها, والمستفيد الأول والأخير من ورائها هو القذافي وزمرته وعلى العقلاء التنبه لهذا المخطط الجهنمي الشرير, وذلك بوأده قبل أن يستفحل وينتشر.
و السلام عليكم و رحمتالله و بركاته
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق