الاثنين، 9 مايو 2011

تونسيو الجنوب يستقبلون الليبيين كعائلة واحدة

استقبلت عائلات في الجنوب التونسي الجزء الأكبر من عشرات الآلاف من اللاجئين الليبيين الذين فروا من المعارك غربي ليبيا، لكن وجودهم لا يلاحظ كثيراً في المنطقة .


وقالت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة إن نحو خمسين ألف ليبي لجأوا إلى جنوبي تونس، وبالتحديد إلى ولاية تطاوين التي تبعد كبرى مدنها تطاوين 130 كلم عن مركز الذهيبة الحدودي التونسي مع ليبيا . وعلى بعد نحو 600 كلم جنوب شرقي العاصمة التونسية .

وسجلت السلطات التونسية مرور 16 ألف لاجئ بين 30 إبريل/ نيسان، والسابع من الشهر الحالي . وأقيم مخيمان الأول على بعد بضعة كيلومترات عن الحدود والثاني في رمادة (50 كلم عن الحدود) يضم كل منهما ثلاثة آلاف شخص . ويجري إعداد ثالث يتسع لألف في تطاوين .

أما اللاجئون الآخرون فلا يمكن ملاحظة وجودهم على الرغم من السيارات الكثيرة التي تحمل لوحات تسجيل ليبية في كل المنطقة، وخصوصا في شوارع تطاوين . وفي الواقع هؤلاء اللاجئون آوتهم عائلات تونسية تقيم جنوبي البلاد، وقدمت لهم الغذاء والمساعدة .

في دار الشباب بتطاوين، يعمل المتطوع التونسي فتحي السايب على إعداد الطعام ل 25 أسرة من اللاجئين . ويقول “إنهم إخوتنا . نتقاسم منذ زمن طويل الثقافة نفسها لليبيين في جبل نفوسة (الليبي قرب الحدود) وفي البيت الواحد لا حدود” .

وعلى هواتفهم النقالة يعرض الليبيون تسجيلات فيديو لمعارك بين المعارضة وقوات العقيد معمر القذافي . ويظهر في أحد التسجيلات جنود أموات أو يحتضرون يقدمون على أنهم “مرتزقة ماليون أو تشاديون” . وعلى بعد خطوات، فتح تونسيون منذ شهر ونصف الشهر في منزل صغير مستودعا يأتي إليه اللاجئون للحصول على الزيت والعجين أو حفاضات الرضع . وقال المتطوع التونسي بلقاسم الزرقاني إن نحو ثلاثين من هذه المراكز فتحت في تطاوين من قبل متطوعين ويتم تموينها بفضل هبات نقدية أو عينية .

وأضاف الزرقاني الذي سجلت 1319 عائلة في مركزه “نساعد إخوتنا الليبيين على إيجاد سكن وغذاء، لكننا لسنا أغنياء ونطلب من المنظمات الدولية القدوم لمساعدتنا” .

أما محمد الأزرق وهو تاجر كبير في تطاوين فاستقبل في منزل يملكه عائلة من اللاجئين تضم 28 شخصاً . وقال “كلنا عائلة واحدة على طرفي الحدود” .

ووصلت عائلة يوسف مربي الماشية في نالوت (غرب) التي تبعد أقل من ستين كيلومترا عن الحدود، إلى المدينة التونسية قبل نحو عشرين يوماً بشاحنة قديمة توقفت أمام منزلها الآن .

وتضم العائلة أربع بنات بقي أزواجهن في ليبيا للمشاركة في القتال . وحول باحة من الاسمنت يلهو فيها أطفال، سمحت تسع غرف بإيواء هذه العائلة . وكل يوم تتوجه النسوة إلى مركز توزيع المساعدات لتأمين متطلبات وجبات الطعام . وعند وصولها إلى تطاوين كانت العائلة تضم 27 شخصاً، إلا أنها كبرت منذ الأربعاء بولادة انتصار في مستشفى تطاوين .

المصدر: (أ .ف .ب)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق