الأحد، 1 مايو 2011

عبد الحميد البلالي: شيرين و«خيمة القذافي»

يتعمد القذافي نصب خيمته أينما ذهب وإلى أي بلد توجه إليه، فقد كلفت خيمته في الدوحة 280 ألف دولار، والتي نصبت في حديقة الشيراتون، كما نصب خيمته في الشانزليزيه في فرنسا، وسببت مشاكل كثيرة وأثارت خيمته في نيويورك جدلا واسعا بين الكثير من المعارضين،

وما حدث في نيويورك حدث في ايطاليا حيث كاد أن يؤدي إلى أزمة بين البلدين بسبب إصرار القذافي على نصب خيمته في منتزة فيلا بامفيلي في روما، وكثيرون يتساءلون عن سر خيمة القذافي التي لا يسافر إلا بصحبته ويحرسها 40 مسلحا مع ناقته وقطيع من الماعز.

 يقول البعض إن السبب هو ما صرح به القذافي نفسه من معاناته من فوبيا الطائرات والقصور لذلك يفضل السكن في خيمة، ولكن الرد على هذا الافتراض أنه لماذا لا يسكن في دور أرضي، ولماذا الإصرار على خيمة، ويأتي الرد سريعا من بعض المحللين بأنه يخشى الزلازل وانهيار الجدران الاسمنتية على جسده، ويرى البعض أنه يريد إظهار نفسه بأنه إنسان متواضع لا تهمه القصور ولا السيارات الفارهة، فهو يركب الناقة والتوكتوك، الأمر الذي يصدقه الكثير من السذج سواء داخل ليبيا أو خارجها، ولا أدل على ذلك من تأثر بعض النجوم من أمثال الممثلة المصرية شيرين والتي قالت مؤخرا «كلما ذهبت إلى دولة يقولون لي ان القذافي عندما يزورنا يرفض الجلوس في الفنادق أو في القصور ويفضل الجلوس في الخيام وهذا يعني أنه زعيم محترم»، وأنا أميل إلى هذا السبب، لأن هناك حقا قطاعا كبيرا وطابورا طويلا في عالمنا العربي والإسلامي من السذج والذين تنطلي عليهم أكاذيب الطغاة وحيلهم، وليست شيرين وحدها فقط، وهؤلاء هم الذين يراهن عليهم القذافي في حربه ضد المعارضة، حيث يبين لهم من خلال خطبه «الهتلرية» أنه هو ليبيا ولن يموت إلا على هذه الأرض وأنه انتصر على أميركا ودول العالم، وأنه أمير المؤمنين وأن جميع المعارضين ما هم إلا جرذان، ويرى صدى لهذه الأكاذيب من تصفيق حار، وصيحات هائجة «بالروح بالدم نفديك يا قذافي» ويؤكد ما ذهب إليه التصريح الأخير لممرضته الخاصة الأوكرانية التي استطاعت الهروب قبل بداية القصف من دول الحلفاء، حيث ذكرت لمجلة النيوزويك الكثير من الأسرار عن القذافي وفي معرض حديثها قالت «القذافي لا ينام في خيمة مطلقا تلك مجرد خرافة وهو لا يستخدم الخيمة إلا لإجراء المقابلات الرسمية فقط» إنها حركات وأكاذيب وألاعيب يستخدمها الطغاة لإغراء السذج من الشعوب حتى يقفوا معهم ضد الشرفاء عندما ينادون بحقوقهم المشروعة.


 المصدر صحيفة الأنباء الكويتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق