الجمعة، 27 مايو 2011

متغيرات صورة القذافي في بريطانيا: من حليف الى طاغية يقتل شعبه

سوزانا طربوش : في غضون السنوات السبع التي تلت تخلي الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي عن أسلحة الدمار الشامل لديه في كانون الأول (ديسمبر) 2003، بذلت بريطانيا وسعها أكثر من أي بلد آخر «لإخراج ليبيا من عزلتها». وساعدت على إعداد ابنه سيف الإسلام، الذي اعتبرته مصلحاً، ليكون خلفاً لوالده.

وتسود الآن شكوك حول ما إذا كانت بريطانيا حكيمة عندما عمدت إلى إرساء علاقة مقربة إلى هذا الحدّ مع القذافي وابنه. وسرعان ما تبدلت نظرة الحكومة البريطانية إلى القذافي منذ منتصف شباط (فبراير) الماضي، وتحوّل من حليف قيّم في مجال مكافحة الإرهاب الدولي، ومن شريك تجاري مثمر، إلى عائق، وشخص يستخدم أشدّ أنواع العنف ضد شعبه. أما الطبيعة الإصلاحية المفترضة لدى سيف الإسلام، فتبين أنها بالغة السطحية، إذ إن خطاباته وتهديداته المتعطشة للدماء ضاهت تلك الصادرة عن والده.
في 16 أيار (مايو)، طلبت «المحكمة الجنائية الدولية» إصدار مذكرات توقيف باسم القذافي وابنه وعبدالله السنوسي، رئيس الاستخبارات لدى القذافي، لصلتهم بالهجمات اللاشرعية على المدنيين الليبيين، ولإمكان أن يكونوا قد ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية.
وكانت العلاقة الجديدة بين ليبيا وبريطانيا تعود إلى آذار (مارس) 2004، عندما سافر رئيس الوزراء آنذاك، توني بلير، المنتسب إلى حزب العمّال البريطاني، إلى ليبيا، وصافح القذافي في خيمته. وكان اللقاء مثيراً للجدال، بالنظر إلى التورط الليبي السابق في أعمال إرهابية، لكنّ بلير قال: «لا يعني الأمر أن ننسى آلام الماضي، بل يعني أن نقرّ بأن الوقت حان للمضي قدماً».
وفي الوقت ذاته، أبرمت شركة «شل» الإنكليزية - الهولندية عقداً بقيمة تزيد عن نصف مليار جنيه إسترليني مقابل حقوق تنقيب عن الغاز قبالة الساحل الليبي.
وعندما التقى بلير القذافي للمرة الثانية في أيار 2007، تعانق الرجلان علناً. وأبرمت شركة «بي بي» عقد تنقيب عن الغاز بقيمة 900 مليون دولار أميركي تقريباً. ولطالما شكلت الأعمال جزءاً حيوياً من العلاقة الجديدة بين ليبيا وبريطانيا. وتزايدت العمليات التجارية بصورة مستدامة، حتى بلغت قيمتها 1.5 مليار جنيه إسترليني في عام 2009.
وصدّرت بريطانيا أسلحة إلى ليبيا، لكنها عمدت في شباط إلى إلغاء تراخيص تصدير منتجات على غرار الغاز المسيل للدموع والذخائر التي يمكن استعمالها لقمع التحركات الداخلية. وقد يتساءل المرء عن السبب الذي حضّ بريطانيا أساساً على تصدير سلع من هذا النوع لنظام جائر كليبياً، وقد عمدت لجنة من النواب البريطانيين إلى توجيه الانتقادات الشديدة لهذا النوع من المبيعات لليبيا ولبعضٍ من الأنظمة العربية الأخرى.
واستمر بلير في علاقته مع القذافي وسيف الإسلام بعد رحيله عن منصبه رئيساً للوزراء. وقد تم تعيينه كمستشار يتلقى أجراً مرتفعاً في مؤسسات مالية دولية، بما يشمل «جاي بي مورغان» التي تملك مصالح مهمة في ليبيا. وقام بلير بزيارات مستمرة إلى ليبيا، وعلى سبيل المثال، قصد البلاد في تموز (يوليو) من العام الماضي لإجراء محادثات سرية، بعد أيام قليلة من نفيه كلاماً نقلته صحيفة بريطانية عن لسان سيف الإسلام، مفاده أن بلير مستشار لدى «المؤسسة الليبية للاستثمار». ووصف سيف الإسلام بلير بأنه صديق مقرب من العائلة.
وكانت الحكومة الائتلافية التي جمعت بين المحافظين والليبراليين، وخلفت حزب العمال البريطاني في أيار 2010، تتوق للاستمرار في تطوير علاقاتها مع ليبيا. ولكن مع بداية الربيع العربي، أولاً في تونس، ثم في مصر، بدأ الموقف البريطاني يتبدل حيال القذافي. وعندما قمع القذافي وسيف الإسلام التظاهرات بعنف، وهدد القذافي بملاحقة أعدائه في بنغازي بلا رحمة، تصدّرت بريطانيا خطوات للحضّ على اعتماد القرار 1973 الصادر عن مجلس الأمن في الأمم المتحدة، والذي يفرض منطقة حظر جوي وإجراءات ضرورية لحماية الشعب المدني.
ولا تزال بريطانيا تواجه أسئلة لم تلقَ أي رد في شأن علاقتها السابقة بليبيا، بما يشمل قراراً إدارياً اسكتلندياً بإطلاق سراح الليبي عبدالباسط علي محمد المقرحي من السجن في آب (أغسطس) 2009.
ويشار إلى أنه الشخص الوحيد الذي ثبتت عليه تهمة تفجير الرحلة 103 على متن طائرة تابعة لشركة «بان أم» فوق لوكربي الاسكتلندية، ما تسبب بمقتل 270 شخصاً، وقد حُكم عليه بالسجن لمدى الحياة في اسكتلندا.
وأصرت حكومة حزب العمال البريطاني السابقة برئاسة غوردون براون على أن الحكومة الاستكلندية وحدها اتخذت القرار بإطلاق سراح المقرحي تعاطفاً مع وضعه، بالنظر إلى إصابته بالمرحلة النهائية من سرطان البروستاتا، وإلى أن الأطباء حددوا أن الفترة المتبقية من حياته لا تزيد عن ثلاثة أشهر. وعاد المقرحي إلى طرابلس حيث استقبل كالأبطال، ورحّب به سيف الإسلام في المطار.
وزعم وزير العدل الليبي السابق مصطفى عبدالجليل الذي يترأس «المجلس الانتقالي الوطني» الذي أنشأه المتمردون، أنه يملك دليلاً على أن القذافي أمر بتنفيذ هجوم لوكربي، وأن المقرحي هدد بالكشف عن كل ما يعرفه عن الملف في حال لم ينجح القذافي في إطلاق سراحه.
وهناك أيضاً الجريمة الغامضة التي أودت بحياة الشرطية إيفون فليتشر البالغة من العمر 24 سنةً. وقد قُتِلت في 17 نيسان (أبريل) 1984 برصاصة انطلقت من «المكتب الشعبي الليبي» (السفارة) في ساحة «سانت جيمس» فيما كانت تحرس تظاهرة مناهضة للقذافي.
وقطعت بريطانيا علاقاتها مع ليبيا، ولم تستأنفها لمدة 15 سنةً. وكانت بريطانيا قد اتهمت ليبيا أيضاً بتزويد «الجيش الجمهوري الإرلندي» بالأسلحة والمتفجرات.
وكانت العلاقة المقربة بين سيف الإسلام «معهد لندن للاقتصاد» مصدر إحراج كبير بالنسبة إلى المؤسسة. فبعد أن حصل سيف الإسلام على شهادة دكتوراه في عام 2008 من المعهد المذكور، وهب المؤسسة 1.5 مليون جنيه إسترليني.
وكان مدير «معهد لندن للاقتصاد»، السير هاورد ديفيس قد استقال في آذار بسبب «سوء الحكم» على علاقة «معهد لندن للاقتصاد» وعلاقته الشخصية بليبيا. وقد أُثيرت الشكوك حيال نوعية أطروحة سيف الإسلام، وصدرت مزاعم بأن بعضاً من الأفكار فيها على الأقل مسروق وبأن شركة علاقات عامة ساعدته على كتابتها.
وخلال 42 سنة تلت وصول القذافي إلى الحكم، طغت صورته على الساحة السياسية في بلاده، وعلى الفكرة المأخوذة عنه على الخارج. فبدا أن أموراً ككتابه الأخضر ومزاجه المتقلب وأزيائه المتبدلة، التي غالباً ما تكون صارخة الألوان ومزخرفة، استحوذت على العقول في وسائل الإعلام الغربية. وقد أولي اهتمام لطاقم الحرس من الجنس اللطيف لديه، ولتوقه لأخذ خيمته معه كلما سافر في زيارة رسمية إلى الخارج. كما وردت مزاعم أخرى في المواد التي نشرها موقع «ويكيليكس» في نهاية العام الماضي، عن نمط حياته الغريب، بما يشمل تقريراً يفيد بأن «ممرضة أوكرانية شقراء ومثيرة» ترافق القذافي على الدوام.
وتجدر الإشارة أيضاً إلى رواياته الغريبة والمستطردة. وانعكست الأهمية التي أولاها القذافي لرواياته القصيرة في ندوات دولية منظمة بعناية، لكن للقذافي، على رغم ذلك، تاريخاً طويلاً من اضطهاد الأدباء في ليبيا.
أدى الافتتان بصورة القذافي إلى تنظيم استعراض موسيقي يجمع بين الروك والأوبرا بعنوان: «القذافي: أسطورة حية» في وسط لندن، وتحديداً على مسرح «الكوليزيه» الذي يعتبر مقر دار «الأوبرا الوطنية الإنكليزية». وعزفت الموسيقى فرقة «أيجن داب فاونديشن» وأوركسترا «الأوبرا الوطنية الإنكليزية»، وأدى الممثل الذائع الصيت رامون تيكارام دور القذافي. وكانت الانتقادات الواردة في الصحافة مريعة بمعظمها.
وبقيت صورة القذافي تثير الضحك، حتى خلال الانتفاضة الشعبية. ونشرت مجلة «تايم» أخيراً تقريراً مصوراً غنياً باللقطات بعنوان: «أزياء القذافي: لدى الإمبراطور بعض الثياب المجنونة». وتأتّى عن الخطابات المتعطشة للدماء التي أطلقها القذافي كمّ وافر من إنتاجات الفيديو الساخرة على موقع «يوتيوب»، التي مزجت مقتطفات من خطاباته بخلفية أغانٍ أدّاها نجوم من الغرب. وأكثرها شهرةً أغنية «زنغا زنغا» (ومعناها حيّاً تلو الآخر) فيما يهز القذافي قبضة يده مهدداً في أحد خطاباته بملاحقة المعارضة في بنغازي «بيتاً تلو الآخر وحياً تلو الآخر».
وقبل أن تندلع الثورة في ليبيا، تصدّر القذافي وسيف الإسلام التغطية الإعلامية البريطانية لليبيا. ولكن منذ منتصف شباط، سُمعت أصوات ليبية كثيرة أخرى عبر شاشة التلفزيون وفي الإعلام المطبوع وعبر شبكة الإنترنت وعلى مواقع التواصل الاجتماعي الإعلامية على غرار «تويتر» و «يوتيوب» و «فايسبوك». وبصرف النظر عن الوجهة التي ستسلكها الثورة، لن تسكت هذه الأصوات مستقبلاً.
وصحيح أن الشكوك تسود في أوساط قسم كبير من العموم في بريطانيا حيال عملية «حلف شمال الأطلسي» والمكان الذي ستؤدي إليه، وحيال طبيعة العمليات العسكرية المسموحة بموجب القرار 1973 الصادر عن الأمم المتحدة. وعلى رغم التعاطف حيال الأزمة الإنسانية، والاعتراف الواسع النطاق بالضرورة الجمّة لحماية المدنيين الذين يعرّضهم القذافي للخطر، يسود خوف من خوض بريطانيا عملية عسكرية مطوّلة في ليبيا، من النوع الذي اختبرته العراق، أو أفغانستان.
ويعترض بعض الراديكاليين، أمثال «المحارب» القديم طارق علي، بعناد، على عملية «حلف شمال الأطلسي»، معتبراً إياها عملية إمبريالية تهدف إلى السيطرة على ليبيا وعلى موارد النفط والغاز فيها. حتى إن بعضاً من الذين يتعاطفون إلى حد كبير مع أهداف الثورة يناقش قائلاً إن الليبيين عليهم أن ينظّموا ثورتهم الخاصة، من دون أي تدخّل خارجي.
إلا أن كثيرين آخرين يشعرون بأن التدخّل في ليبيا مختلف عن الحروب في العراق وأفغانستان. وقد استقطبت الاحتجاجات المطالبة بوضع حد للحرب كمّاً أقل بكثير من المؤيدين، بالمقارنة مع الاحتجاجات الحاشدة التي سبقت اجتياح العراق ثم تزامنت معه. وأعرب عدد كبير من زوار بنغازي عن إعجابهم بما اكتشفوه في المدينة من مجتمع مدني مزدهر وصحف ومحطات راديو وموسيقى وفنون.
وكان بناء العلاقة المقربة بين بريطانيا وليبيا، الذي استمر سبع سنوات بعد أن بدأه توني بلير، يشكّل مصدر انزعاج بالنسبة إلى عدد كبير من الليبيين في بريطانيا، بالنظر إلى السيرة الدموية في ليبيا وإلى الانتهاك المستمر لحقوق الإنسان فيها. ويقول ليبيون إنهم كانوا يشعرون بالإحراج من أن يمثلهم رجل يعتبره الكثيرون مضطرب العقل. ومن الشائع الآن سماع ليبيين يقولون: «كنت أخجل من القول إنني ليبي. أما الآن فأنا فخور بذلك».
ومن ضحايا العنف الليبي الماضي المواطن الليبي علي أبو زيد الذي طُعن حتى الموت في متجر بقالة في «ويستبورن غروف» في وسط لندن في عام 1995. وكان أبو زيد ناشطاً ليبياً في أحد الأوقات، ويُلام العملاء الليبيون على مقتله. وكشفت هدى أبو زيد، ابنة علي، التي تعمل في مجال الإنتاج التلفزيوني في المملكة المتحدة، لوكالة «رويترز» أن طوال سنوات، كان يُنظَر إلى ليبيا من خلال القذافي، «وهو رجل عاجز عن النطق بوضوح وجاهل وغريب الأطوار». وأضافت أن الناس «نسوا أن ليبيا هي موطن عمر المختار، وبلاد تضم أهل اختصاص وفنانين ومفكرين أذكياء ومتعلمين، يدخلون في عداد الشجعان في مسيرات الحياة كافة. وقد دمر القذافي تماماً هذه الصورة المهيبة عن الشجاعة».
وتعكس رواية أسرة الفرجاني كيف ساهم بعض الليبيين بهدوء في الحياة الثقافية البريطانية. وكان محمد الفرجاني رجل أعمال امتلك دار نشر ومكتبة في طرابلس، إنما انتقل إلى لندن في سبعينات القرن العشرين بسبب اختلافه مع نظام القذافي. وفي لندن، أسس دار نشر باسم «دارف بابليشرز».
وافتتحت أسرة الفرجاني ثلاثاً من المكتبات المستقلة الأحب إلى القلوب في لندن – هي «كوينز بارك بوكس» و «وست أند لاين بوكس» و «إنغلاند لاين بوكس». وتشكل المكتبات جزءاً كبيراً من حياة المجتمعات المحلية وتنظّم مناسبات توقيع كتب كثيرة وتستضيف أحداثاً أخرى.
وصدرت مساهمات كثيرة في المجال الأدبي عن الروائي الليبي هشام مطر المقيم منذ وقت طويل في المملكة المتحدة. ويكثر الطلب لإجراء مقابلات معه لأسلوبه الطلق. وفي عام 1990، عمل النظام الليبي على اختطاف جاب الله، والد هشام المنشق عن النظام، وكان يعمل سابقاً في السلك الديبلوماسي. وتمت عملية الخطف في القاهرة، بمساعدة من الاستخبارات المصرية كما تردد آنذاك، ونُقِل إلى السجن في ليبيا، ولا يزال مصيره مجهولاً.
ويستند مطر إلى تجربته الخاصة في كتاباته. وقد صدرت أول رواية له، «في بلد الرجال» عن دار نشر «بنغوين إمبرنت فايكنغ» في عام 2006. وتجرى أحداث الرواية في عام 1979، وتَعرِض وحشية نظام القذافي كما رأتها عينا فتى له من العمر تسع سنوات. وتم ترشيح الرواية للفوز بجائزة «مانبوكر»، لأهم رواية في بريطانيا، وتُرجِمَت إلى أكثر من عشرين لغة.
وفي رواية ثانية نُشِرَت أخيراً من تأليف مطر، اعتمد الراوي صيغة المتكلم. وتحمل الرواية عنوان «تشريح الاختفاء»، وتسرد قصة شاب عربي يعيش في المنفى، في مصر، برفقة والده المنشق سياسياً. ويتعرض والده للخطف في سويسرا، على يد عملاء نظام بلده الأم، ويكبر الفتى ويصبح شاباً من دون أن يعرف مصير والده.
ويستقطب الأدباء الليبيون حالياً اهتماماً دولياً يزيد عن أي وقت مضى. وتجدر الإشارة إلى أن مطر وثلاثة مؤلفين ليبيين اتخذوا البحرين مقراً لهم – هم غازي قبلاوي وجمعة بوكليب ومحمد مصراتي – شاركوا في منتدى بعنوان «الوجه الخفي للرواية الليبية» في معرض الكتاب في لندن في نيسان. واستقطب المنتدى قدراً كبيراً من الاهتمام، بالنظر إلى مجرى الأحداث في ليبيا. ووصف المشاركون في المنتدى الصعوبات التي واجهها الكتّاب في ليبيا على مر العقود الأربعة الماضية، بما يشمل السجن والرقابة ومداهمة المكتبات وغيرها من المحاولات الهادفة إلى إسكات أصواتهم.
وقد سُجِن جمعة بو كليب لمدة عشر سنوات، في نهاية سبعينات القرن العشرين، عندما طوّقه النظام، شأنه شأن عدد من المؤلفين الشبان. وقال إن ما يحصل في ليبيا اليوم هو «حلم يتحقق: لم أتوقع يوماً في حياتي أنني سأشهد على ذلك في ليبيا، بسبب ما أعرفه عن القذافي وعن النظام».
وترأس المنتدى الكاتب العراقي صموئيل شمعون، محرر مجلة الأدب العربي المعاصر «بانيبال». وينطوي الإصدار الأخير من هذه المجلة، الصادر إبّان نشوب الانتفاضة الشعبية، على تقرير حصري وخاص عن الرواية الليبية، تنشره «بانيبال» للمرة الأولى، ويمتد على 135 صفحة ويعرض أعمال سبعة عشر مؤلفاً ليبياً.
غادر منتج الأفلام والصحافي محمد مخلوف، المقيم في المملكة المتحدة، ليبيا في عام 1975، بعد أن انتقد النظام. واستقر في لندن وكان معارضاً ناشطاً لنظام القذافي. وبعد أن اندلعت الانتفاضة الشعبية، عاد إلى بنغازي للمرة الأولى منذ 36 سنةً، ليجتمع بطريقة مؤثرة مع أمه وأشقائه، وليقوم بأول زيارة له إلى قبر والده. ورافقه في سفره فريق تصوير من القناة التلفزيونية البريطانية «أي تي في»، وعُرِضَ الفيلم الناتج عن التصوير، وعنوانه «أنا والقذافي»، ضمن سلسلة «أي تي في تونايت». ويقول مخلوف في مطلع الفيلم، وقبل أن يغادر إلى بنغازي: «أنا لست خائفاً. فإن متّ في الوطن، سيكون هذا حلماً تحقق».
* صحافية بريطانية
المصدر: الحياة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق