الجمعة، 27 مايو 2011

سياسي بريطاني يكشف تفاصيل الحياة في "بنغازي الجديدة"

دبي - نهى عمر: كشف المسؤول السياسي البريطاني ديفيد كلاي، والمتواجد حاليا في بنغازي، من خلال المدونة الخاصة به، عن تفاصيل زيارته، وما لمحه هناك من أوجه للتغيير، مؤكدا على استمرار العمل ببعض القوانين الروتينية التي كانت متبعة في عهد القذافي.

وقال: "لدى وصولي إلى بنغازي التقيت بمسؤول رحب بي في "ليبيا الحرة"، أخرج ختما وكراسة صغيرة من حقيبة معلقة على كتفه وأخبرني معتذرا بأنه مضطر لاستخدام ختم صادر عن النظام القديم، وقال إنه يتوقع إصدار أختام جديدة من قبل المجلس الوطني الانتقالي في غضون بضعة أيام، ولدى الانتهاء من الإجراءات الرسمية للدخول، توجهت إلى المدينة".
وأكد كلاي أنه تمكن من ملاحظة التغيير منذ الوهلة الأولى لدخوله المدينة، مضيفا: "الأحوال الطبيعية الظاهرية للمدينة جعلتني أشعر بالحيرة، بالطبع اختفت كافة الملصقات الإعلانية التي تحمل الشعارات القديمة، ولم تعد الصور البطولية للعقيد أو مقتطفات من كتابه الأخضر أو ملصقات إعلانية بمناسبة الذكرى الحادية والأربعين للثورة تستقبل الزائرين لبنغازي، بل حل محلها العلم بالألوان الأخضر والأحمر والأسود الذي كان علم ليبيا قبيل عهد القذافي، وملصقات إعلانية جديدة تحتفل بثورة فبراير الشعبية وصور عمر المختار، بطل كفاح ليبيا ضد الاستعمار".
وأضاف أنه اعتبر التغيير الذي لمحه في بداية زيارته طفيفا، قائلا: "وخلافا لذلك ( إزالة صور القذافي و مقتطفات من كتابه الأخضر)، لم ألاحظ سوى اليسير من التغيير، فثورة فبراير لم تغير حقا وجه بنغازي، ونادرا ما تجد مباني محترقة أو مرشوشة بعلامات طلقات الرصاص، والمتاجر مفتوحة، والشوارع مزدحمة بالسيارات. وطريقة قيادة السيارات مازالت فوضوية كما كانت دائما".
تغيير في الروح
إلا أن كلاي عاد ليغيّر رأيه بعد أسبوع من زيارته، مؤكدا أنه بات من الواضح له، ولأي شخص يولي انتباها للتفاصيل، أن يرى أن حجم التغيير تعدى مجرد إزالة بضع ملصقات من الشارع، ليمتد إلى الروح القومية لدى الشعب الليبي، قائلا: "لكن بعد مرور أسبوع على وصولي إلى هنا بات باستطاعتي أن أرى التغييرات بوضوح أكبر، وهي تغييرات كبيرة، فقد كانت إحدى الفعاليات - وهي عبارة عن معرض للمنظمات غير الحكومية في الجامعة نظمه مكتب المجلس الوطني الانتقالي للتشاور مع المواطنين - تعتبر مثالا رائعا للتغيير الذي حدث".
وتابع كلاي بدهشة حديثه عن هذا المعرض: " أخبرتني الشابات اللاتي كنّ يساعدن في الإعداد لهذه الفعالية بأنهن سجّلن حوالي 200 منظمة غير حكومية جديدة منذ الثورة، وكان الغرض من هذا المعرض عرض هذه المنظمات غير الحكومية الجديدة.
أعترف بأنني كنت متشككا بهذا الرقم، لكنه فجأة بدا لي معقولا جدا من واقع تجولي في المعرض، والتقيت بشباب متطوعين يعتنون بالنازحين داخليا من أجدابيا ومصراتة أو يعتنون بعائلات المقاتلين على الجبهة الأمامية، وتنافست منتديات لأجل الحوار ومجلات أسبوعية جديدة ومنظمات بيئية مع بعضها البعض لجذب انتباه العدد الكبير من الزائرين للمعرض الذين توقفوا لتناول أطراف الحديث معهم".
كما أكد أن المعرض سمح بالمشاركة لمنظمات المجتمع المدني والتي كانت مدارة من بعض أفراد عائلة القذافي، مؤكدا أن الكثير من الليبيين الموهوبين ذوي الأهداف النبيلة قد عملوا في هذه المنظمات. وقال: "كانت توجد بعض منظمات المجتمع المدني إبان حكم القذافي، لكنها كانت تخضع لرقابة أو سيطرة مشددة من قبل النظام، وكانت اثنتان من أهم تلك المنظمات وأكثرها تمويلا تدار من قبل أفراد عائلة القذافي، وعمل الكثير من الليبيين الموهوبين من ذوي الأهداف النبيلة لدى هذه المنظمات للحث على التغيير ضمن إطار النظام، وبذلوا كل ما في استطاعتهم، كما تعاونت السفارة البريطانية في بنغازي مع هذه المنظمات".
التغيير الشامل بات ممكنا
وعبّر كلاي عن إعجابه الشديد بالشباب الليبي: "إن الحماس والتفاؤل الذي لمسته لدى الطلاب والشباب الذين التقيت بهم في الجامعة كانا مختلفين اختلافا جذريا، فقد ساد شعور لدى المتطوعين الذين التقيت بهم بأن التغيير الشامل الآن ممكنا، ويملكونه بأيديهم، وقد أقرّوا بأنهم يفتقرون للخبرة، لكنهم كانوا على ثقة بأن باستطاعتهم أن يتعلموا، وقد طلبوا المساعدة لتحقيق النجاح لمنظماتهم عبر التدريب والالتقاء بناشطين من المجتمع المدني ممن لديهم خبرات أكبر".
وأكد تفاؤله بمستقبل شباب ليبيا الواعد، قائلا: "مع مرور الوقت، عندما ينتهي العنف ويرحل القذافي ويمضي المواطنون الليبيون في كافة أنحاء البلاد في مهمة تشكيل معالم ليبيا الجديدة، أعتقد أن هذا النوع من الناشطين سوف يجدون أيدي المساعدة تمتد إليهم من كافة أنحاء العالم، وستكون المملكة المتحدة من بينهم".
من الجدير بالذكر أن ديفيد كلاي قد وصل للعمل في شرق ليبيا في منتصف شهر مايو/أيار 2011، ليستلم المهام التي كان يقوم بها باري بيتش كأحد المسؤولين السياسيين في بنغازي، ووعد بأن يواصل بكتابة مدونات حول التطورات في بنغازي، وجهود المملكة المتحدة، وبعض وجهات النظر وأصوات المواطنين في المدينة.
المصدر: العربية نت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق