الأحد، 27 مارس 2011

ليبيا تفرج عن (مغتصبة) وتوقف ابن مسؤول كبير

طرابلس، ليبيا (CNN) - قال الناطق الرسمي باسم الحكومة الليبية، موسى إبراهيم، إن السلطات أفرجت عن إيمان العبيدي، التي وصلت قصتها إلى العالم بعد أن اقتحمت بهو فندق مخصص للصحفيين الأجانب لتقول إنها تعرضت للاغتصاب من عناصر أمنية تتبع نظام العقيد معمر القذافي، مضيفاً أنه قد جرى توقيف أربعة أشخاص على ذمة القضية، بينهم نجل مسؤول كبير.

وقال إبراهيم، في المؤتمر الصحفي شبه اليومي الذي يعقده في طرابلس حول قضية العبيدي: "لقد أفرجنا عنها، هناك أربعة موقوفين، وهم لا يمثلون إلا أنفسهم، وبينهم نجل أحد المسؤولين الكبار.. نحن نعتبر الأمر قضية جنائية."
وتابع إبراهيم بالقول إن التحقيقات مع الموقفين جارية، مشيراً إلى أن لديهم "كامل الحقوق القانونية كما السيدة العبيدي التي تنتمي إلى قبيلة كبيرة ولديها الكثير من المعارف."
وأضاف: "لقد عرضنا على عائلة العبيدي إمكانية مقابلة صحفيين، القضية هي جنائية وجريمة شرف، وهي أخطأت بذكر أسماء أمام الجميع لأن الموضوع خطير جداً ويتعلق بالقيم."
وكانت العبيدي قد دخلت الجمعة إلى ردهة الفندق في طرابلس، وصرخت أمام الجميع بأنها من مدينة بنغازي وقد تعرضت للاغتصاب الجماعي من قبل عناصر أمنية، وحاولت عرض قصتها قبل أن يطوقها مسؤولون ويقتادونها إلى الخارج بالقوة.
وقال مراسل CNN إن الرضوض والخدوش كانت تعلو وجه المرأة بوضوح، كما غطت الخدوش قدميها، أما مظهرها الخارجي وملابسها فتدل على أنها في منتصف العمر تقريبا، وتنتمي إلى الطبقة المتوسطة.
ولفت مراسل CNN إلى أن الموظفين الحكوميين الليبيين المكلفين مرافقة الصحفيين الأجانب سارعوا إلى محاولة اعتقال المرأة التي بدأت تصرخ وتقاومهم قائلة إنها تريد من الصحفيين رؤية "وحشية نظام القذافي" بأنفسهم.
وقام أحد عمال الفندق بسحب سكين بوجه المرأة، وصرخ قائلاً "خائنة،" بينما قام موظف يفترض أنه يرافق الصحفيين بسحب مسدسه، في حين هاجم موظفون آخرون الصحفيين الأجانب ودفعوهم إلى الأرض، محاولين سلب أجهزتهم، وقد قاموا بمصادرة كاميرا CNN وحطموها.
ومن ثم، عمد الموظفون إلى وضع كيس بلاستيك على رأس المرأة وسحبوها خارج بهو الفندق، وقالوا للجميع إنها مجنونة ويجب أن تؤخذ إلى المستشفى للعلاج، بينما واصلت هي الصراخ قائلة إنهم سيأخذونها إلى السجن.
***
امرأة تروي للصحافيين العرب والاجانب في طرابلس مأساة اغتصابها من ميليشيات القذافي
طرابلس (ا ف ب) - كانت ساعة الافطار في مطعم فندق ريكسوس في طرابلس عندما دخلت فجأة امرأة شابة بهو الفندق مناشدة الصحافيين المساعدة وهي تكشف عن ساقيها لتريهم آثار كدمات وجروح مؤكدة انها تعرضت للتعذيب والاغتصاب على ايدي رجال النظام.
وفي الحال اخرج الصحافيون كاميراتهم ودفاترهم لتسجيل هذه الشهادة المؤلمة لكن رجال الامن المنتشرين باعداد كبيرة في الفندق سرعان ما تدخلوا وتعاملوا بخشونة مع الصحافيين منتزعين هواتفهم المحمولة ومحطمين كاميرا شبكة تلفزيون غربية.
واكدت المراة والدموع تنهمر من عينيها انها تعرضت للتعذيب والاغتصاب "المتكرر" على ايدي رجال "كتائب القذافي".
وقالت انها تدعى ايمان العبيدي وانها اعتقلت عند نقطة تفتيش في طرابلس لانها من ابناء بنغازي، ثاني مدن البلاد ومعقل الثوار التي تقع على بعد نحو الف كلم شرق طرابلس.
واضافت وهي تعرض آثار الكدمات على معصميها "قيدوا يدي وتناوبوا على اغتصابي طيلة يومين".
ودعت الصحافيين قائلة "صوروا، صوروا، اظهروا للعالم ما فعلوه بي" فيما كان رجال الامن يحاولون اقتيادها الى الخارج.
وعند اقتيادها الى موقف سيارات الفندق سأل احد الصحافيين رجال الامن الى اين ياخذون المراة فردت هي "الى السجن" قبل ان يزج بها بالقوة داخل سيارة.
واكد احد عناصر الامن انها ستنقل الى المستشفى وقال اخر "انها امراة مجنونة. وثملة الم تشموا رائحة الخمر؟".
وقد ساد التوتر بعد ذلك بقليل مؤتمرا صحافيا جاء نائب وزير الخارجية خالد الكعيم ليندد فيه ب"دعم" قوات التحالف الدولي للثوار والذي مكنهم السبت من استعادة السيطرة على مدينة اجدابيا.
الا ان الشيء الوحيد الذي كان يشغل بال الصحافيين هو مصير هذه المرأة الشابة.
وفي محاولة للتهرب من الاسئلة عن هذه "الحالة" قال نائب وزير الخارجية انه لا يملك معلومات كافية عن "الحادث" مؤكدا ان المراة "ستعامل حسب القانون".
وبعد قليل اكد المتحدث باسم النظام موسى ابراهيم ان "العناصر الاولى للتحقيق تؤكد ان المراة كانت في حالة سكر".
واضاف وسط دهشة الصحافيين "لقد اقتيدت الى المستشفى للتاكد من سلامة قواها العقلية".
وقال ابراهيم آسفا وقد بدا عليه الضيق "كونوا مهنيين. لماذا تهتمون بحالة هذه المراة فقط بينما هناك مئات الحالات التي تستحق منكم الاهتمام؟".
وعندما اوضح الصحافيون انهم لا يملكون حرية الحركة اللازمة لرؤية هذه الحالات الاخرى اجاب "هذا من اجل سلامتكم. الناس في حالة غضب شديد بعد الغارات الاجنبية ويمكن ان يتعرضوا لكم".
واضاف "نحن نحقق حاليا لنعرف من هي ومن هي اسرتها وما اذا كانت تعرضت فعلا للاغتصاب ام انها ببساطة مجرد تخيلات" مؤكدا انه سيتم التاكد من "سلامتها النفسية".
ويرغم الصحافيون الاجانب المعتمدون في طرابلس على البقاء معظم الوقت في فندق ريكسوس الذي لا يسمح لهم بالخروج منه الا بموافقة من السلطات وبرفقة مسؤول رسمي.
وسائقو سيارات الاجرة الذين يتجراون على نقل اي صحافي يغامر بالخروج من الفندق يعرضون انفسهم للسجن.
ويكرر ابراهيم "هذا من اجل سلامتكم انتم".
***
قريبة لايمان العبيدي تقول انها شاركت في احتجاج مناهض للقذافي
بنغازي (رويترز) - قالت احدى قريبات امرأة ليبية اقتحمت فندقا في طرابلس كي تري المراسلين الاجانب جروحا انحت باللائمة فيها على ميليشيات الزعيم الليبي معمر القذافي ان السلطات استهدفت هذه المرأة لاول مرة بعد مشاركتها في احتجاج.
ودخلت ايمان العبيدي فندقا يقيم فيه مراسلون اجانب يوم السبت كي تريهم رضوضا وندوبا قالت ان افراد بميليشيات القذافي تسببوا فيها.وسارع رجال امن وموظفون بالفندق باخراجها من الفندق ووضعها داخل سيارة.
وقال في البداية مسؤولون حكوميون في العاصمة ان العبيدي اما مخمورة او مختلة عقليا. واشار مسؤول اخر فيما بعد الى انها عاهرة.
وتراجعت يوم الاحد الحكومة على ما يبدو عن التصريحات التي اعلنتها في وقت سابق وقالت انه تم الافراج عنها.
وقال موسى ابراهيم المتحدث باسم الحكومة الليبية انها قضية جنائية ضد اربعة افراد وان العبيدي مع عائلتها وانها قضية تتعلق بالشرف.
وقالت وداد عمر التي اوضحت انها قريبة العبيدي ان ايمان العبيدي اصلا من شرق ليبيا وانها اعتقلت في البداية بعد مشاركتها في احتجاج في الايام الاولى من الانتفاضة في مدينة الزاوية بغرب البلاد.
وتفجرت الثورة في ليبيا في منتصف فبراير شباط.
وقالت عمر ان العبيدي اعتقلت وهي في طريق عودتها من الزاوية الى طرابلس مع نساء اخريات شاركن معها في الاحتجاج.
واضافت انه كان معها محاميات اخريات وانه لا توجد لديها معلومات عنهن موضحة ان اسماء النساء الثلاث الاخريات اللائي اعتقلن مع العبيدي هي نعيمة وامال ومنى .
وقالت عمر ان العبيدي من مدينة طبرق بشرق ليبيا وكانت تعمل في شركة سياحية في طرابلس عند اعتقالها.
واضافت ان عائلتها لم تكن تعرف ما حدث لها باستثناء المعلومات القليلة التي تمكنت من التقاطها من ظهور شقيقة العبيدي في التلفزيون الليبي يوم الاحد.
وقالت ان اختها ظهرت في التلفزيون لتقول ان اختها مجنونة.
واضافت ان القذافي يريد ان يثبت للعالم انها مخبولة وان شقيقتها تتعرض بالتأكيد لضغوط من الحكومة.
وقالت العبيدي نفسها للصحفيين في طرابلس يوم السبت خلال ظهورها القصير انها اعتقلت عند نقطة تفتيش واحتجزت يومين. واضافت ان 15 رجلا اغتصبوها اثناء احتجازها.
ونظم سكان في بنغازي مظاهرة تأييدا للعبيدي يوم الاحد ملوحين باعلام تعود للعهد الملكي ومرددين هتافات اثناء سيرهم عبر وسط المدينة. وكتب على احدى اللافتات"ايمان لست وحدك."
وابلغت محامية في بنغازي الصحفيين انها ستحاول القيام بتحرك قانوني للافراج عن العبيدي على الرغم من توقعها ان ذلك سيكون صعبا جدا في ظل الصراع الحالي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق