بينهم شهداء وفارون.. وآخرون رفضوا أن يستخدموا في الدعاية للقذافي ونظامه
محمد عجم : منذ اندلاع الثورة الليبية في 17 فبراير (شباط) الماضي، تتوالى الانشقاقات عن نظام الرئيس الليبي معمر القذافي. ولم يكن نجوم المجتمع، من فنانين ورياضيين وإعلاميين، ببعيدين عن ذلك، بعد أن أعلنوا صراحة تعاطفهم مع الثوار، رافضين استخدامهم في الدعاية للنظام كونهم وجوها معروفة ومحبوبة، سواء بالقول أو بما يملكون من موهبة.
الفنانون التشكيليون كانوا في طليعة المعارضين، حيث تسابقوا في إبراز ما يدور على الأراضي الليبية، وتوجيه أسهم النقد اللاذع والساخر للقذافي. في مقدمة فناني الكاريكاتير، قيس الهلالي، المعروف بلقب «رسام الثورة»، والذي استشهد يوم 20 مارس (آذار) الماضي على يد قوات لجان القذافي الثورية، في اليوم التالي لدخولها بنغازي، بعد انتشار رسوماته الساخرة على جدران شوارع المدينة، بعد خروجها عن سيطرة قوات القذافي.
الممثلون أيضا انضم بعضهم إلى صفوف المعارضة، من بينهم صالح الأبيض، وميلود العمروني، وصالح الشيخي، والفنانة حنان الشويفيدي. كما وجه عدد من المطربين والفرق الغنائية والموسيقية سواء القائمة أو التي تأسست منذ اندلاع الثورة، مواهبهم إلى نقد القذافي ونظامه من خلال الغناء.
كانت الثورة الليبية ملهمة للرسامين والمصورين أيضا، وقد منحتهم الثورة حرية التعبير عما يجول بخاطرهم. وظهر ذلك في معرض جماعي استضافته القاهرة مؤخرا، لتعريف الجاليات العربية والأجنبية في مصر، بحقيقة ما يدور على الأراضي الليبية، وذلك من خلال أعمال لفنانين شباب وكبار، من بينهم مروة بن حليم، أكرم البركي، مالك قبلان، محمد مخلوف، ياسمين حنيش، محمد إدريس السنوسي.
لم تتوقف القائمة على ذلك، حيث ضمت الإعلامي الشهير نبيل الحاج، والذي تناقل الشباب الليبي كلمة له على المنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي، يقول فيها «لم أستطع أن أخرج على جمهوري لأسرد عليهم الأكاذيب، خاصة أن الناس يعرفون الحقائق وما يجري على الأرض».
أما نجوم الرياضة فلم يكونوا بعيدين عن هذا «الحراك» الفني، فكل الأندية الرياضية في المنطقة الشرقية والجبل الغربي ومصراتة، أعلنت موقفها المعارض للقذافي. ومنذ أيام، أعلن 17 لاعبا من أبرز نجوم كرة القدم في ليبيا موقفهم من النظام أيضا وانضمامهم إلى الثوار، حيث أعلنوا صراحة «نقول للقذافي ارحل واتركنا وشأننا واسمح لنا بإقامة ليبيا الحرة».
من بين هؤلاء اللاعبين، حارس مرمي المنتخب الوطني الليبي جمعة قطيط، وثلاثة لاعبين آخرين، إضافة إلى المدير الفني لفريق أهلي طرابلس، عادل بن عيسى، الذي قال إنه فضّل الانضمام إلى الثوار «لتوجيه رسالة مفادها أن ليبيا يجب أن تكون موحدة وحرة».
الشيوخ ورجال الدين أيضا، كان لهم موقف معارض، على رأس هؤلاء، كان الشيخ صادق الغرياني رئيس المجلس الأعلى للإفتاء، الذي وجه، في بداية الثورة، كلمة إلى الثوار، وعلى الأخص أهل نالوت والزنتان وباقي مدن الجبل الغربي، حول إخلاص النية في العمل وعدم التنازع لغرض الدنيا. وكذلك الشيخان، غيث الساخري، وصبحي الفرجاني.
العلماء والمفكرون لم يكونوا بمعزل، فأعضاء هيئة التدريس بجامعات قار يونس والبيضة ومصراتة، أعلنوا تضامنهم مع الانتفاضة الشعبية ضد حكم العقيد معمر القذافي.
وكان عدد من الشخصيات الليبية البارزة من شرائح مختلفة من المجتمع الليبي، قد أكدوا، في بداية الثورة، حق الشعب الليبي في التعبير عن رأيه بمظاهرات سلمية، دون أي مضايقات أو تهديد من قبل النظام. وطالبوا في بيان لهم، بضرورة تنحي العقيد معمر القذافي، هو وجميع أفراد أسرته، عن السلطات والصلاحيات والاختصاصات السياسية والعسكرية والأمنية كافة، والتي قالوا إنها سلطات ظل القذافي يمارسها فعليا وينكرها ظاهريا.
المصدر: جريدة الشرق الاوسط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق