الجمعة، 22 يوليو 2011

عبدالسلام جعفر: دخان سيئ اللون والرائحه حول مستقبل ليبيا

بعض الدخان يكون نتيجة نار سوى إن كانت مشتعله أم تحت رماد في الوضع السياسي، لكن عودنا التقدم التقني إمكانية حدوث دخان إصطناعي بدون أية نار حقيقيه ولو أن الشحنات الكهربائيه تكون أساسيه في إحداثه، من هنا فإننا لا نصدق كل ما يقال، لكننا في ذات الوقت لا نتجاهله، وقد يجد المرء نفسه في حيرة من أمره بين التعاطى مع ما يشاع  أو تجاهله، ولأن الحيرة أحياناً عبترة عن أمواج لا تستقر بمركب الأفكار عند شاطئ، آثرت النقل، لعل أحدهم يساعد في تأكيد أو نفي ما يشاع، ولعلني سأجد مادح يعطيني الحق في القلق فمثلي لا يملك إلا المتابعة وقد لا أجد فكرة أستمد منها مشروعية السكوت.

صحيفة الإعلان التونسية تعرضت في عددها الصادر الثلاثاء 19 يوليو 2011  وفي الصفحه 15  إلي أراء صادمة، تحت عنوان: (من أجل استمرار نسله في السلطه العقيد "يبيع" فلسطين و "يهدي" ليبيا إلي سيف الإسلام)...
ملخص هذا المقال أن المباحثات بين نظام القذافي وفرنسا تتمحور في تقديم القذافي لتنازلات للغرب أولها توطين اللاجئين الفلسطينيين في الأراضي الليبيه كحل لهذه الإشكاليه، وقبول ليبيا الإعتراف بإسرائيل بالإضافة الى الدخول في حلف معين جديد يتم تكوينه ليصبح ضد تيار المقاومة الوطنية في الوطن العربي، وخاصة فيما يتعلق بتيار المقاومة اللبنانيه وبقية مكوناته في غزه.
وقد أستندت الصحيفه في تسريبها هذا الى تصريحات للمعارض الليبي رمضان العريبي، الذى أكد أن الحلف ستتكون أداته المحلية من عنصرين، العنصر الليبي وبمشاركة مباشرة من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، مضيفا أن هذه هي العناصر الرئيسيه التي تجرى الآن في باريس بين نظام القذافي وبين الفرنسيين.   
شخصياً لم أطلع علي الموضوع في مصادر أخرى، ولا أعرف من هو السيد رمضان العريبي، لكن مهما كان من أمر، فإنني لا أملك إلا التوقف أمامه، فإذا كان صحيحاً فتلك طامة، وإن كانت عكس ذلك، فعلى المعنيين قراءة تكتيكات الحرب السياسيه والإعلاميه التي يتبعها النظام، مما قد يحيلنا الى تفكيك عناصر الخبر لنكتشف أموراً أخرى يجب عدم تجاوزها.
بالرغم من التصريحات المتطايره لمسؤولين غربيين  منذ زمن، عن قرب حسم القضية الليبية آخرها تصريحات وزير الدفاع الفرنسي، الذي أشار إلى  بدء العد العكسي لرحيل القذافي، إلا أن طول المعاناة بكل تفاصيلها للشعب الليبي خاصة أولئك في التراب التونسي، وأولهم  القابعون تحت الخيام، والموزعون بين تونس ومصر ووالمرعوبون المخنوقون في المدن غير المحرره،  فإن هكذا تصريحات قد وصلت درجة مملة، قد تبعث حتى على تساؤلات وشكوك، هذا بقدر ما قد يبديه البعض من تفهم لتعقيد العقيد الذى زاد تعقيد المسألة السياسية ذاتها، مما يجعل هكذا تسريبات مقلقه فيظل تلكأ الحسم.
بإمكان المجلس الإنتقالي نفي الخبر، ولكن هذا ليس بكاف ولا يريح أحدا خاصة فيظل التضارب الواضح في آليات التصريحات بين عناصر المجلس، فهذا يؤكد شيئا ما، لينفيه آخر بعد ساعة، مؤكدين بذلك أن الصلاحيات غير محددة فيما بينهم، مع بروز شخصنه في التصريحات، حتى لا نكاد نعرف ما هو الرأي الشخصي غير المعتمد نهائيا بشكل رسمي، وبين الرأي النهائي الناتج عن تشاور أو مسؤولية تخصصيه.
في الوقت الذي نحيي فيه المجلس كمكون سياسي ولد بشكل متعسر، ونشفق على أعضائه من حجم المسؤوليه وقد نعذر بعض الهنات والهفوات، لكن تعثر التعاطي مع المسائل المطروحة في وسائل الإعلام بشكل منتظم وفعال ودقيق، يحتم إعادة النظر في الآليات وتكثيف الجهود من أجل تغطية أكبر حيز ممكن من الواجبات الملقاة على عاتق المجلس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق