في أواخر فبراير (شباط)، عندما اكتسبت المعارضة الليبية زخما، توقع نظام العقيد معمر القذافي «أنهارا من الدماء» و«مئات الآلاف من القتلى» بسبب الانتفاضة. في ذلك الوقت، لم تكن هناك أشياء كثيرة تحول بينه وبين تنفيذ هذا التهديد. ولكن بفضل الإجراء الحاسم من جانب الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، لا تزال الحرية تنبض بقوة في المناطق الليبية الخاضعة لسيطرة المعارضة.
وعلى الرغم من أننا نقاتل من أجل حماية أرواحنا، فقد بدأنا نؤسس لمجتمع حر. وقد تمكنت الحكومة الانتقالية، المجلس الوطني الانتقالي، من الحرب مع المحافظة على استمرار توفير الكهرباء وإعادة فتح المدارس. ويشارك أهل بنغازي، قاعدة كفاحنا، في تنظيم حركة المرور وجمع القمامة وإنشاء الصحف والمحطات الإذاعية التي تعكس روحا جديدة للتسامح والحرية. وتجري مناقشة السياسات بحماس شديد في منتديات مفتوحة. ولم يكن متصورا حدوث ذلك قبل ثلاثة أشهر.
وعلى الرغم من أننا نقاتل من أجل حماية أرواحنا، فقد بدأنا نؤسس لمجتمع حر. وقد تمكنت الحكومة الانتقالية، المجلس الوطني الانتقالي، من الحرب مع المحافظة على استمرار توفير الكهرباء وإعادة فتح المدارس. ويشارك أهل بنغازي، قاعدة كفاحنا، في تنظيم حركة المرور وجمع القمامة وإنشاء الصحف والمحطات الإذاعية التي تعكس روحا جديدة للتسامح والحرية. وتجري مناقشة السياسات بحماس شديد في منتديات مفتوحة. ولم يكن متصورا حدوث ذلك قبل ثلاثة أشهر.
لقد جاء جميع أعضاء المجلس، وهم 31 عضوا، منهم محامون وحقوقيون وضباط جيش سابقون ورجال أعمال، من مختلف أنحاء ليبيا. وتعلم الكثيرون، مثلي، داخل الولايات المتحدة. وفي مسيرتنا من أجل الديمقراطية، يقوي من عزمنا إيماننا بالسلام والعدالة والمساواة، فقد علمتنا أيام العقيد القذافي المظلمة أن المجتمع الديمقراطي الحر القائم على نظام عدالة شفاف ونزيه هو الطريق الوحيد للمضي قدما. وسنعمل من أجل ضمان انتقال سلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع ومن خلال مؤسسات قانونية. وسيكون أساس دولتنا دستورا يكتبه الشعب الليبي ويقره عبر استفتاء عام.
لقد فقدنا أرواح الكثير من المواطنين الليبيين الأبرياء. ويدين المجلس بشكل واضح قتل غير المقاتلين من أنصار القذافي. وعندما ينتهي القتال، سنواجه مهمة صعبة تتمثل في مداواة جراح دولة عانت من أعمال العنف على مدار عقود. وسيعمل المجلس على إيجاد مؤسسات تركز على حكم القانون، والبدء في مصالحة لتوحيد الليبيين في طرفي الصراع.
وما كان لنا أن نحقق تقدما من دون دعم الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، ولذا فنحن مدينون لهم. ولكن لا بد من هزيمة العقيد القذافي، ولا بد من إنشاء المؤسسات الهامة لحكومة جديدة. ولذا نحتاج إلى المزيد من الدعم. وخلال زيارتي لواشنطن هذا الأسبوع، ندعو إدارة أوباما والكونغرس إلى القيام بما يلي:
ـ تكثيف عمليات «الناتو»: لقد أنقذ «الناتو» أرواحنا، ولكن لا يزال الكثير من الليبيين يواجهون الخطر. وبمساعدة الولايات المتحدة، يحتاج «الناتو» إلى المحافظة على وتيرة العمليات وتقديم المزيد من الدعم لحماية المدنيين. وعلى الرغم من أن المعارضة نجحت في استعادة المطار داخل مصراتة، على سبيل المثال، فلا تزال قوات العقيد القذافي تهاجم المدنيين وتحاول منع تدفق المساعدات إلى المدينة.
ـ الاعتراف بالمجلس رسميا: ندعو الولايات المتحدة إلى الانضمام لفرنسا وغامبيا وإيطاليا وقطر والاعتراف بالمجلس على أنه الممثل الشرعي الوحيد للشعب الليبي حتى إجراء انتخابات حرة ونزيهة. ومن المتوقع أن تؤدي هذه الخطوة إلى عزل نظام القذافي داخل طرابلس بدرجة أكبر، ورفع الروح المعنوية للمعارضة وتعزيز قدرتهم على الحصول على مساعدات دبلوماسية وإنسانية.
ـ تسهيل الوصول إلى الأصول الليبية المجمدة: ففي فبراير (شباط)، قامت الولايات المتحدة بتجميد 33 مليون دولار في صورة أصول نقلها نظام القذافي خارج ليبيا. وفي روما الأسبوع الماضي، تعهدت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بإتاحة الأصول المجمدة أو ابتكار خطة تمويل بديلة، ويجب حدوث ذلك على وجه السرعة. ونحتاج بشدة إلى هذا المال، سواء من خلال قروض أو صناديق ائتمان أو آليات أخرى، وذلك من أجل توفير خدمات أساسية ومساعدات إنسانية ولبدء إعادة بناء ليبيا.
ـ المحافظة على المساعدات الإنسانية: الاستجابة الأميركية والدولية المثيرة للإعجاب ساعدت على تجنب أزمة إنسانية أكبر. وعلى ضوء وجود آلاف من النازحين وحدوث دمار كبير، تزداد الحاجة للمساعدات. ونعرف أن هذه حربنا، ولكن هناك الكثير من المخاطر أمام المجتمع الدولي. وإذا توقفت الثورة الليبية أو هزمت، سيمثل العقيد القذافي ونظامه للعالم خطرا أكبر من أسامة بن لادن. وكلما انتهى النظام، سكون الوضع أفضل لليبيا وسيكون العالم أكثر أمنا.
* رئيس الوزراء بالمجلس الوطني الانتقالي بالجمهورية الليبية، ومؤلف كتاب «الخيال والآيديولوجيا في السياسة الأميركية تجاه ليبيا.. 1969 - 1982
* خدمة «نيويورك تايمز»
المصدر: جريدة الشرق الاوسط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق