السبت، 4 يونيو 2011

القذافى يكافح في مأزق والوضع يدخل مرحلة معقدة

اختتم رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما زيارته القصيرة لليبيا هذا الاسبوع ، معلنا ان الزعيم الليبي معمر القذافى قبل "خارطة طريق" الاتحاد الافريقي لكن المعارضة رفضتها بصورة قاطعة.
ويرى محللون صينيون ان عدم نجاح الوساطة الدولية فى حل الازمة وتكثيف الناتو ضرباته العسكرية وتحول روسيا عن موقفها وتزايد المنشقين عن النظام الليبيى .. كلها امور تجعل القذافى يكافح فى مأزق.
وساطة الاتحاد الافريقى بدون اختراقة
غادر زوما طرابلس فى 30 مايو الماضى بعد اجراء محادثات "مستفيضة وطويلة" مع القذافى، وأعلن في ختامها أن ليبيا قبلت خارطة طريق الاتحاد الافريقي غير ان " المتمردين في بنغازي رفضوا ذلك ووضعوا شروطا حولها ".
وتطالب خارطة طريق الاتحاد الافريقى الاطراف المعنية فى ليبيا بحماية المدنيين ووقف الانشطة العدائية وتقديم المساعدات الانسانية لكل من الليبيين والعمال المهاجرين, واجراء حوار سياسى يفضى الى اتفاق لانهاء الازمة , وتحديد فترة انتقالية شاملة واجراء اصلاحات سياسية ضرورية تلبى طموحات الشعب الليبى.
وسبق ان قاد زوما بعثة للاتحاد الافريقي الى ليبيا فى ابريل الماضى لوقف اطلاق النار ورفضتها المعارضة الليبية ايضا.
ويعتبر نظام القذافى الاتحاد الافريقي , الذى يدعو الى الحل السياسي للازمة الليبية وينتقد هجمات الناتو الجوية, وسيطا موثوقا به نظرا لدعم الدول الغربية عامة والاتحاد الاوروبي خاصة للمعارضة وتباين مواقف الاعضاء داخل جامعة الدول العربية.
ضغوط متزايدة
ويواجه القذافى ضغوطا على مستويات عدة تجعله يكافح فى مأزق حقيقى , على ما قال قاو تسو قوى، الاستاذ فى معهد الدراسات الاستراتيجية الدولية فى الصين.
سياسيا، يواجه القذافى صعوبات اكبر فى وقت يتزايد فيه عدد المسؤولين المنشقين عن نظامه ويتحرك فيه معارضوه بقوة لكسب الدعم من اوساط المجتمع الدولى. حيث قد اعترفت فرنسا وايطاليا وقطر ومالطا وغيرها من الدول بشرعية المجلس الانتقالي الوطني فى ليبيا على انه الممثل الشرعى الوحيد للشعب الليبي، وبدأت الولايات المتحدة وتركيا والاتحاد الاوروبي الاتصالات معه .
وليس هذا فحسب, فقد تحولت روسيا ايضا عن موقفها السابق واعلنت فى قمة مجموعة الثمانى التى اختتمت مؤخرا ان نظام القذافى فقد شرعيته وطالب الرئيس الروسي دميترى ميدفيديف لاول مرة برحيل القذافى وابدى استعداد بلاده للوساطة فى حل النزاع.
وميدانيا، قرر الناتو يوم الاربعاء تمديد مهمته فى ليبيا 90 يوما اخرى وكثف ضرباته العسكرية على العاصمة طرابلس. وبدأت بريطانيا وفرنسا تنشر مروحيات هجومية للمشاركة فى العمليات العسكرية فى ليبيا لضرب قوات القذافي في الاماكن الحضرية بدقة اكبر.
وداخليا، على الرغم من ان القوة العسكرية للمعارضة لا يمكن مقارنتها بقوة القذافى حاليا، الا ان عدد جنود المعارضة فى تزايد ومستوياتهم فى ارتفاع . ويقول مراسل وكالة انباء ((شينخوا)), الذى شهدمعسكرات تدريب الجنود الجدد فى بنغازى, ان عدد المشاركين الجدد فى ازدياد وعلى الرغم من انهم يفتقدون الخبرات الميدانية والقدرة على التعامل مع الاجهزة والمعدات المتطورة, إلا ان مستوياتهم ترتفع بشكل تدريجى وجرى تمديد فترة تدريبهم الى ستة اسابيع او اكثر فى وقت خفت فيه ضراوة الاشتباكات فى الجبهة الامامية.
الوضع يدخل مرحلة معقدة لكن الحل السياسى ما زال ممكنا
لكن ين قانغ, الباحث بمعهد ابحاث غرب آسيا وافريقيا التابع لاكاديمية العلوم الاجتماعية الصينية, يرى ان الحل السياسى ما زال ممكنا على الرغم من ان الوضع فى ليبيا دخل مرحلة معقدة, بحسب قوله .
وقال ين قانغ ان هناك وسائل اخرى غير الحل العسكرى قد تنهى هذه الازمة مثل الحوارات السياسية والمفاوضات والتنازلات او نفى القذافى,كلها حلول ممكنة لا سيما بعد ان اكد الناتو مرارا بان الحل العسكرى وحده لن يفضى الى انهاء الصراع..
بيد انه اضاف ين قانغ ان الأمر معقد للغاية. فمواقف الأطراف في ليبيا متباعدة، ما يحول دون بدء المفاوضات, وفى الوقت نفسه لم تتقدم منظمة دولية او اقليمية ذات ثقة لمواصلة الوساطة بعد فشل محاولات زوما مرتين.
وكان زعيم المعارضة الليبية مصطفى عبد الجليل قد استبق زيارة زوما لطرابلس بالتأكيد لمراسل ((شينخوا)) على أن رحيل معمر القذافي هو المخرج الوحيد لحل الازمة الليبية، ولن تجر المعارضة اية محادثات مع رجل ليبيا القوى المحاصر. وقال ان الشرط الوحيد لاجراء محادثات هو الا يكون هناك دور مستقبلي للقذافي ودائرته الداخلية واسرته على الساحة السياسية الليبية.
وهى اشتراطات تثير حفيظة بعض زعماء القبائل اليبية خوفا من ان اجراء اصلاحات وتحديثات سياسية قد يضر بمصالحهم التقليدية.
ان الزيارة الاخيرة التى قام بها زوما لطرابلس ليست الاخيرة وتأتى ضمن الجهود المتواصلة للاتحاد الافريقي والمجتمع الدولى لايجاد حلول سياسية للنزاع . وعلى الرغم من صعوبة الوضع على الارض ,الا ان فرصة تسوية النزاع واستعادة الاستقرار والسلام فى البلد المضطرب بشمال افريقيا ما زالت ممكنة باصغاء الطرفين الى مقترحات المجتمع الدولى والبدء فى حوار سياسى
وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية جيانغ يوى قد حثت فى مؤتمر صحفى عقد يوم الثلاثاء الاطراف فى ليبيا على " اعطاءالأولوية لمصلحة البلاد والشعب، والاخذ بعين الاعتبار مقترحات الوساطة التى يقدمها المجتمع الدولى، وتعمل على تهدئة التوتر فى أقرب وقت".
وكرر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف هذه الرغبة وقال "انه من الضروري بدء الحوار بين السلطات الليبية والمعارضة"، معبرا عن قناعته بوجود امكانية للتوصل الى حلول وسط .
المصدر: (شينخوا)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق