اتهم الكاتب عبد الباري عطوان، رئيس تحرير صحيفة القدس العربي، المجلس الانتقالي الليبي "ممثل الثوار" بالتطبيع مع إسرائيل واستئجار مرتزقة لقتال القذافي في عدة مدن ليبية منها مدينة مصراتة.
وأكد عطوان في مقاله بصحيفة القدس العربي أنه لم يفاجأ بإعلان الكاتب والفيلسوف الفرنسي برنارد هنري ليفي أنه نقل رسالة من المجلس الوطني الانتقالي الليبي، إلى بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل أثناء لقائه معه في القدس المحتلة يوم الخميس الماضي، يتضمن فحواها تعهد النظام الليبي القادم بالعدالة للفلسطينيين والأمن للإسرائيليين، وانه أي النظام الليبي القادم، سيقيم علاقات عادية مع إسرائيل.
وقال: "انتابتني الشكوك في طبيعة المجلس الوطني الليبي وأهدافه منذ اللحظة الأولى التي شاهدت فيها المستر ليفي اليهودي الصهيوني يتخذ من مدينة بنغازي، مقرا له، وممثلا لحكامها الجدد"، مؤكدا أنه باستعانته بإسرائيل، بالطريقة التي رأينا بشائرها، فإنه سيحكم على نفسه بأنه لن ينمو مطلقا، وإنما بطريقة غير شرعية.
وأضاف عطوان : "الاستعانة بقوات الناتو ضد نظام همجي ظالم أمر مبرر في نظر الكثيرين، في ليبيا وخارجها، طالما أن هذه القوات جاءت لحماية الأبرياء من المجازر التي كان يخطط لها نظام القذافي وكتائب أبنائه، ولكن ماذا سيقول هؤلاء الآن، وهم يرون المجلس الانتقالي يستعين بنتنياهو، ويفتح القنوات معه، ويعده بالتطبيع بعد وصوله إلى قمة السلطة؟".
وأشار عطوان أنه منذ اليوم الأول أيد مطالب الثورة الليبية المشروعة في تغيير النظام، وليس إصلاحه فقط، مؤكدا أنه بعد خطف ثورة الشعب الليبي من قبل بعض الطامعين في السلطة من بعض أركان النظام الليبي، على حد تعبيره، والاستعانة بحلف الناتو وقواته وطائراته وصواريخه، وتوفير التغطية له لقتل ليبيين آخرين في الطرف الآخر بدأنا نراجع موقفنا، وننظر بعين الشك والريبة إلى نوايا الذين حرفوا الثورة الليبية عن مسارها.
واستطرد قائلاً: "تعرضنا للكثير من الهجمات الظالمة والبذيئة من قبل بعض المخدوعين، أو المأجورين المحرضين من قبل عناصر صهيونية، لأننا قلنا إن البلاد تنجرف إلى حرب أهلية، وأننا نعارض التدخل الأجنبي، وأن التنظيمات المتطرفة هي المستفيد الأكبر من تحول ليبيا إلى دولة فاشلة، ولكن عندما أعلنت أمريكا الداعم الرئيسي للثوار الليبيين أنها تخشى من سقوط أسلحة في أيدي تنظيم القاعدة، وأكد بان كي مون أمين عام الأمم المتحدة أن طرفي الصراع في ليبيا يرتكبان جرائم حرب، وكشفت وكالة رويترز أن مرتزقة بريطانيين وفرنسيين حاربوا إلى جانب الثوار في مصراتة.. سكتت الأقلام وجفت الصحف".
وتابع: "عندما تقول وكالة رويترز ان شركات فرنسية وبريطانية وأمريكية (علاقات عامة) تجند مرتزقة يقاتلون إلى جانب الثوار، أو نيابة عنهم، في مصراتة، وتؤكد ذلك صحيفة 'الجارديان' البريطانية المحترمة، فإننا يجب أن نعيد حساباتنا، ولكن دون أن نقف في خندق النظام الليبي الفاسد المجرم".
المصدر: محيط
ابتليت الثورة الليبية وتأخر انتصارها، وبقدر ما نتج عن ذلك من مصائب وأهوال كانت هناك نعم وحكم أرادها الله، منها الرزق بالشهادة لكثير من الثوار الليبيين الطامحين لها، وذلك دفاعا عن النفس والعرض وإعلاء للحق ونصرة للمظلومين، ولعل الحكمة البارزة هي تمييز الخبيث من الطيب، والناصر من المتخاذل، وهذه ليست محصورة فقط على الليبيين بل كذلك العرب من الحكومات والبارزين، فمثل الفريقين في الحكومات كمثل قطر والجزائر، ومثل النخب كمثل الدكتور طارق السويدان والسيد عبد الباري عطوان، لقد سقطت ورقة التوت التي كانت تستره، وبات مكشوفا للجميع، فقد حاول هذا السيد منذ البداية تأليب الرأي العربي والعالمي، أصبحت الشكوك تحوم حول تقاضيه رشاوي من الجرذافي، وتأكدنا من ذلك بعد أن فضحه الله بالمستندات التي تثبت عمله له في تحسين صورته قبل حتى الثورة.
ردحذفلقد سلك العميل عبد الباري درب الجرذافي من البداية وقبل زيارة ليفي التي يتذرع بها، فقد ظهر علينا على البي بي سي وهو يتهم الثوار بانتمائهم للقاعدة مصداقا لقول العقيد، ثم ها هو يتهم المجلس المنتخب بالعمالة ليس فقط للغرب بل ولإسرائيل كما بات هذا هو البوق المستعمل في قنوات الحكومة الليبية الكاذبة، يقول ذلك بكل ثقة وجرأة وكأنه كان في صفوف الثوار المقاتلين (الإرهابيين) وفي الجلسات السرية للمجلس الوطني (العميل)، لم نسمعه يترحم على شهداء الحق أو يثني على نزاهة وأمانة الشيخ حافظ كتاب الله رئيس المجلس الوطني الانتقالي المؤقت، ومؤقت هنا تعني غير دائم أو تنتهي مدته بنهاية القتال الذي فرض على الليبيين وبتشكيل الحكومة المنتخبة الجديدة كليا، أي أنها لا تتضمن أي من عناصر المجلس الوطني، ولذا لا تعترف بالاتفاقيات السرية (مع إسرائيل) إن وجدت. لم يفسر هذا المرتشي تردد التدخل الدولي لمدة شهر، وتقصير قوات التحالف في أداء المهمة الموكلين بها، وسحب أمريكا سابقا لطائراتها المقاتلة،وعدم اعترافها رسميا بالمجلس حتى الآن، لم يفسره بأنه لعدم وجود مصالح استعمارية وتنازلات ليبية من المجلس.
وفي الجهة المقابلة نرى هذا الكاتب المأجور يمجد وطنية وعروبة الجرذافي متناسيا بأنه صرح بلسانه على الشاشات أن إسرائيل ستكون في خطر في حال زواله، هذا فضلا عن الشركات الإسرائيلية التي عقدت صفقات المرتزقة والسلاح وعلى تاريخه في التطبيع مع إسرائيل.
إنه في هذه المقالة لا يستنكر جرائم الجرذافي طواعية بل إكراها، فإن كان في هذا العالم أدنى نسبة ممن هو مؤمن بقضية الجرذافي لاستغلها ولمجده، ولكنه مدرك لبطلان تلك الورقة، لذا فهو يحاول جاهدا أن يئد الثورة الليبية ويشوه سمعة الثوار ومجلسه المدعوم، لعله ينصر الجرذافي في تثبيت حكمه الاستبدادي، وها هنا بعد تراهاته الزائفة نجد بعض التعليقات البريئة المصدقة له، وأيضا نرى الكثير من التعليقات التي ورائها الطابور الخامس للجرذافي وبأسماء عربية مستعارة لتأليب الرأي، نجدهم يصفقون بجنون للكاتب متيمنين بتسمية ابنهم عليه، بينما ذهب آخرون أبعد من ذلك بتحليلهم لدم الثوار وإعلانهم شرعية الوقوف في طابور الجرذافي لأن الطابور الآخر إسرائيلي الصنع.
لا تقل أنك مغرر بك أوجاهل يا عبد الباري فالعقل سليم وكبير عندك وإنما القلب هو الخبيث، لن تفلح في كيدك وستخسر آخرتك لخبثك قبل أن تخسر جمهورك وحياتك المهنية في الدنيا.