الأربعاء، 8 يونيو 2011

غرائب سلوك الحكام العرب ؟

هؤلاء الحكام لا يحترمون القيم والمبادىء التى تشكل تقاليد مجتمعاتنا العربية ولا يتعظون باحداث التاريخ ولا يقبلون بأى اصلاحات أو نقد بناء من أناس يرون أنهم على حافة السقوط ،
على الرغم من أن الذين يشيرون الى الاصلاحات عادة ما يبدون الرأى بخجل أو بالرمز خوف البطش والابعاد والتجويع وغالبا ما تكون أصواتهم خافتة وبالتالى تعلو عليها أصوات الأزلام والمنافقين المرغوبين لدى الحكام،
(وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم هى حسبهم ولعنهم لله ولهم عذاب مقيم - صدق الله العظيم )
وجدير بنا أن نقدم أمثلة على تصرف الحكام العرب فى هذا الزمان الذى لم تعد فيه خفايا أو أسرار بسبب التطور التكنولوجى والعلمى ذلك أن كل شىء مرئى ومسموع مكشوف من الأجواء العليا ومن تحت الأرض وفوقها ،
ومع ذلك فالواحد منهم عندما يتبأ منصبه اما بانقلاب عسكرى أو انتخابات مزورة أو توريث مفروض يقوم على الفور بثلاثة أمور،
أولها ، ايكال كل المناصب لاخوته وأبنائه وبناته وأقاربه لأنه فى الأصل كان قد وصل الكرسى بالتآمر وهكذا فهو يتوجس خيفة من اى انسان ولا يثق فى أحد
وثانيا ، نهب المال العام وجمع غيره بالاستغلال والرشوة والعمولات
ثالثا ، بسجن وقهر وقتل كل صاحب رأى أو فكر يبدى اى نقد ولو بالسر أو الاشارة مستخدما آلاف الحجج كالقول أن هذا أو هؤلاء خونه متآمرون وعملاء لقوى أجنبية وهى تهم سهلة وحاضرة فالعمالة لابد أن تكون لاسرائيل أو أمريكا وغيرهما ، وأخيرا وجد هؤلاء الحكام الفزاعة التى يعتقدون أنهم بها يتلقون التأييد والمساعدة من الغرب كالقول بأنهم اذا ما أسقطوا فان القاعدة ستسيطر على البلاد وهذا ما أستند عليه القذافى الذى لم يترك معرة الا ونسبها الى الثوار وبعدة على عبدالله وقبلهما بن على وحسنى مبارك ،،
واذ هو اى الحاكم العربى لا يمكنه أن يفكر ولو فى المنام فى التنحى عن الحكم حتى بعد عقود من دوسه على رقاب الناس لأنه اذا ما قبض عليه سيحاكم واذا هرب سيتابع ولن يفلت من القصاص والقضاء العادل وبالتالى لابد أن يقاتل ويستخدم كل الطرق ليبقى جالسا على الكرسى قابضا على رقاب الناس دون رحمة ولا شفقة ولهذا الحاكم أو ذاك أبواق تصلى باسمه وتدعو له من خلال الاذاعات المرئية والصحف الصفراء التى يستأجرها بمال الشعب
والغريب أو المستغرب أنهم يستعملون نفس الأسلوب ونفس المصطلحات ، يقولون عن المعارضين أو المتظاهرين أنهم عملاء وخونة ومرنزقة وعن وسائل الاعلام التى تنقل الأخبار التى لا تعجبهم أنها ممولة من الخابرات واسرائيل ، ومن يتحدث بغير النفاق ولا عن خصالهم ومناقبهم المجيدة فانه كاذب وعميل وهو يخدم اسرائل الخ
هؤلاء الحكام العرب لا يملكون الشجاعة كقيمة ولا العقل كميزة وسجية ، يعرفون فقط البوليس والقتل بكل وسائل القتل والتدمير والسجون التى يشرف عليها أناس ( اذا أمكن أن يقال أنهم أناس وبشر ) لأنهم يملكون من الكراهية والحقد ما لا يمكن تقديرة ، وشعارات هؤلاء الحكام ونزواتهم البقاء والبقاء ولو على جماجم كل الناس الذين قدر لهم أن يكونوا تحت حكمهم فلا يطيقون سماع كلمة عدل وحرية أو ديموقراطية ، فلا صحافة حرة ولا قانون يحترم ولا دستور يحدد العلاقات بين الحاكمين والمحكومين ، بين هذا الحاكم ورعيته ، ولو بدأنا من بن على فى تونس ونلحق به حسنى مبارك فى مصر ثم القذافى فى ليبيا وعلى عبدالله فى اليمن وبشار فى سوريا والبشير فى السودان وبوتفليقه فى الجزائر دون أن نتحدث على الأقل موقتا عن السلاطين والملوك والأمراء بسبب معروف ومكرر وهو
أن ألاولين يقولون أنهم ثوار وأنهم جاؤا ليحققوا الحرية والوحدة الخ الشعارات ، هؤلاء جميعا أستخدموا جميع وسائل القمع والقتل والتعذيب والتغييب وانتهاك الحرمات ضد شعوبهم أن صح أنهم منها وهم جميعا ذوى غرائز موغلة فى البدائية ،
وهذا أحدهم فشلت معه جميع مساعى الوساطة للخروج وترك شعبة يقرر لنفسه نراه اليوم (4 يونيو2011م) يخرح رأسه مشويا ووجهه مشوها وأطرافه دامية ؟
وهؤلاء الحكام فى خطبهم بمناسبات الاحتفالات التى يقومون بها الكثير من الحديث عن النضال وتحرير فلسطين ومعاداة الامبريالية فى حين أنهم يقهرون شعوبهم وكل انسان يعرف أن المقهور والخائف لا يمكنه أن يحارب أو يحرر وطن بل بالعكس فهو اذا وجد الفرصة يحرر نفسة من حكامه الطغاة وهو ما نشهده الآن فى كل بلادنا العربية ، ان ثورات الشباب تقلب الكراسى على رؤوس حكام أوغلوا فى الظلم وسرقة المال العام وتأخير البلدان تعليميا واقتصاديا وصحيا وثقافيا الخ ،،
ولعل أحسن من عبر عن سلوك هؤلاء الطغاة ابوالقاسم الشابى كعادته فى تطويع اللغة العربية للدلالة على الحق والحرية ، فقال ،،
يقولون
صوت المستغلين خافت وسمع طغاة الأرض أطرش أضخم
وفى صيحة الشعب المسخر زعزع تخر لها شم العروش وتهدم
ولعلعة الحق الغصوب لها صدى ودمدمة الحرب الضروس لها فم اذا ألتف حول الحق قوم فانه يصرم أحداث الزمان ويبرم
د. عبدالوهاب محمد الزنتانى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق