الأحد، 15 مايو 2011

للقذافي تاريخ مفلس

عاش القذافي لسنين طويلة يناقض بعضه بعضا، يقول لست رئيسا وهو المتحكم في كل شي ، ويكره الملكية وثار عليها وإذا به يتوج نفسه ملكا للملوك ، ولكن ما المشكلة هو يعتبر ذلك جزء من لعبته وطريقته في مواجهة خصومه حتى حار فيه الصديق والعدو، ولم يعد يعرف له لون أو طعم ، أيضا هذا ليس بالمهم المهم كيف يلفت الانتباه وتذكره الصحف والقنوات وان كان باجر مدفوع مسبقا.

تاريخ الرجل أكثر من يعرفه هم الليبيون فقد قام بثورة كما يقول لتحريرهم من رق العبودية لملك طغي وتجبر، فهل هذا صحيح هل قام الملك بنصب المشانق لليبيين دون محاكمة لمجرد أن خالفوه الرأي ، هذا لم يحدث بل أن كتب التاريخ تقول انه شنق شخص واحد فقط في عهده ومن عائلته لجرم ارتكبه.

حكم الملك من خلال برلمان وسواء اختلفنا أو اتفقنا مع نظام الملك نظريا أو تطبيقيا فانه يرجع إلي البرلمان في وضع القوانين علي نهج الدول المتحضرة ولم يفرض عليه إرادته ولم يكن برلمانا يسمع ويطيع ويصفق ، كما عرف عن الملك زهده في الحكم وتقدم باستقالته عدة مرات ، وحين تم الانقلاب عليه تجنب أن يدخل الشعب الليبي في أي معارك ، في حين نري القذافي يحاول إنهاء ليبيا معه كما قيل عنه أنا أوجدت ليبيا وسأنهيها معي.

وحين سارت الأمور للقذافي وصار يتحكم في ليبيا أكثر من الملك ادخلها في حرب مع شعب مسلم فقير معدم الا وهو الشعب التشادي وراح جراء ذلك ألوف الضحايا من الجانبين دون اكثرات منه ، فمن قرر ذلك هل تم الرجوع لسلطة تشريعية أي كان مسماها ، وفي سبيل ماذا في سبيل محاربة الاستعمار والامبريالية (فرنسا) أي شعار آخر من شعارات الضحك علي الشعوب ، وحين أقول دون اكثرات فأنني اقصد المئات من العائلات الليبية التي تعاني حتي اليوم من فقد الأحبة ممن قتلوا أو شردوا دون اعتراف بالمسئولية أو الاستماع إلي مطالبهم كما تم في موضوع لوكربي.

يدخل الشعب الليبي في مرحلة لاحقة أي مرحلة الغارة الأمريكية سنة 1986ومن ثم الحصار وهو ما جعل الشعب الليبي يعاني كثيرا وللخروج من هذا النفق كما نعلم دفعت أموال طائلة كتعويضات لضحايا لوكربي والطائرة الفرنسية وذلك لتبييض صفحة القذافي مع الغرب هذا بخلاف ما تم دفعه من قبل جمعية القذافي التي يرأسها ابنه لإظهاره بصورة أخري مختلفة عن والده للداخل والخارج ، وحين حان وقت الامتحان سقط القناع و رائناه يهدد الشعب الليبي بحرب أهلية ، الشعب الليبي الذي صبر كثيرا أمام حماقاتهم حتى ظن الخارج ومنهم العرب انه جزء من متاع القذافي، وإذا سئل الأخير عن حجم الخسائر التي تحملها الشعب الليبي لن يجيب فهي آخر اهتماماته ولكنها بالتأكيد ستكون كافية للدخول في شراكة مع الشعوب التي تنشد السلام والحرية لإحداث التنمية والتي أهم مقاييسها الزمن أو العصر.

عنتريات الرجل لم تكفه فالأموال كثيرة والمطبلين كثر ولا باس من قتل آخر نفس تصدح بالحرية ، أرادوها سلمية كباقي الدول وأرادها حرب لا تبقي ولا تذر ، وان يكن فهو يري نفسه غير خاسر بل علي العكس يري انه التاريخ والمجد أتي إليه من أوسع أبوابه ، ولكن هل سيخلده كمن يبني حضارة أو غد أم مجرم تلاحقه لعنات شعوب الأرض والتاريخ يسع هذا وذاك.
صفحات الفيسبوك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق