الجمعة، 27 مايو 2011

بريماكوف: أيام القذافي في السلطة معدودة

يفغيني بريماكوف : "في ليبيا، وصلت الأمور إلى طريق مسدود؛ لأن المعارضين لا يتمتعون بدعم جميع المواطنين؛ بل ما زال هناك جزءٌ كبيرٌ من المواطنين يدعمون القذافي. من الصعب تفهم تطورات الوضع في ليبيا دون تصور الطابع القبلي لهذه الدولة.

لقد توحدت المنطقتان: الشرقية (برقة)، والغربية (طرابلس) عندما تولى الملك إدريس زمام السلطة في البلاد.
وليس من قبيل الصدفة أن تحمل المعارضة الآن أعلام الملك إدريس وهو الملك الليبي المخلوع، لا سيما وأنه وقبل توليه الحكم في ليبيا كان يرأس الحركة السنوسية الإسلامية المرابطة في المنطقة الشرقية.
غير أن القذافي التقى مؤخرا مع شيوخ القبائل بما فيها القبائل من المنطقة الشرقية.
القنوات الإعلامية الغربية لم تسلط أي ضوء على هذا اللقاء، والمعلومات قليلة جدا عن هذا اللقاء الذي يدل على أن القذافي يتمتع بدعم من قِبل بعض القبائل الليبية.
طبعا هذا لا يعني أن القذافي ليس شخصية بغيضة، بل على العكس فإن لديه فرص قليلة للبقاء في السلطة في ليبيا، ولكن في الوقت نفسه تكمن صعوبة الوضع في أن العدد الكبير من المواطنين الليبيين يدعمون النظام اليوم.
 من جهة أخرى، الدول الأطلسية التي توجه الضربات على ليبيا تنتهك تفويض الأمم المتحدة، عندما تم تبني القرار 1973 في مجلس الأمن، هذا القرار الذي يقضي بفرض الحظر الجوي فوق ليبيا بعيدا عن قصف أية أهداف أرضية باستثناء وسائل الدفاع الجوي.
ولكن في واقع الأمر توجه الضربات على الأهداف المدنية بما فيها القصور والمنشآت العسكرية وكتائب القذافي.
وفي الوقت نفسه فإن القرار الأممي لا يسمح بشن عملية برية، وهذا تقييد جدي مفروض على تصرفات الناتو. لا أعتقد أن الناتو سيوافق حاليا على التدخل بعملية برية. غير أنه من المحتمل أن يتم اتخاذ بعض التدابير التمويهية كإرسال خبراء عسكريين تحت غطاء مرافقة مساعدات إنسانية.
وفيما يخص سورية، فمن الواضح أن الإصلاحات الديموقراطية أصبحت أمرا ضروريا. لا أحد ينكر ذلك. ولكن في الوقت نفسه يوجد تابعون لمنظمات جهادية متطرفة في صفوف المعارضة وهم ليسوا مسلمين عاديين. إنهم يطلقون النار على رجال الشرطة وعلى العسكريين العاملين على تحجيم التظاهرات.
حتى الرئيس الأمريكي باراك أوباما عندما تناول الملف السوري في معرض حديثه عن الشرق الأوسط، وبالرغم من كون سورية حليفة لإيران، فإنه خيَّر الرئيس السوري بشار الأسد بين أمرين: إما أن يترأس الإصلاحات الديمقراطية أو يتنحى.
فإذا اعتبر الرئيس الأمريكي رحيل زعماء مصر وزعماء تونس أمرا جيدا، رغم كونهم حلفاء للولايات المتحدة، فبالنسبة لدمشق الأمر يختلف.
أعتقد أنه لا وجه للشبه بين الوضع في سورية وما هو عليه في البحرين، فبينما يوجد تناقض واضح بين الأغلبية الشيعية والأقلية السنية الممسكة بزمام السلطة في البحرين ، لا يوجد مثل هذا الوضع في سورية.
حركة الاحتجاجات في سوريا ليست حركة معادية للعلويين، ولهذا برأيي لا داعي للوقوع في التخبط. في سورية من السهل جدا أن يقول المرء إن جماعة السنة تقف ضد العلويين. من الممكن أن نشعر ببعض الخلافات، ولكن لا يوجد هناك حاجز قاطع وحد فاصل واضح كما هو الحال في البحرين.
أما فيما يتعلق بتصريحات أوباما الأخيرة حول الصراع في الشرق الأوسط، الرجل قال إن الحدود المرتقبة للدولتين يجب أن تحترم خطوط عام ألف وتسعمائة وسبعة وستين، وهذه التصريحات مهمة جدا، وهناك تصريحات أخرى لا تقل أهمية عنها، لكنها لم تلق اهتماما من قبل وسائل الاعلام، مثل قول أوباما: فلنعتبر ذلك نقطة البداية ثم بعد ذلك يمكن الحديث عن مدينة القدس ومسألة اللاجئين، وهما القضيتان اللتان يعتبرهما أكثر تعقيدا من الحدود.
وبعد ذلك رأينا صورة شديدة الوضوح عبر التلفزيون الغربي والروسي معا، وهي عندما وقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس الامريكي بكل ثقة وصرح بأنه لا يقبل بهذا الطرح الذي تقدم به أوباما أي حدود ألف وتسعمائة وسبعة وستين، معللا رفضه بحجة أن هذه الحدود لن تمكن إسرائيل من حماية أمنها.
أعتقد أن تصريح أوباما مهم للغاية، ولكن أهميته تلك ترتبط بمدى تطبيقها على أرض الواقع، لأنني أرى أنه سيكون فيما بعد صراع قوي واختلاف في وجهات النظر بين الإدارة الأمريكية وإسرائيل عن طريق اللوبي اليهودي في أمريكا. وليس واضحا بعد ما إذا كان هذا التصريح سينُسى أم أنه سيظل حاضرا.
أما عن المجتمع الدولي فإن الاتحاد الأوروبي وروسيا دعما هذه المبادرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق