الثلاثاء، 10 مايو 2011

قاب قوسين أو أدنى من النصر

بعد 40 يوما من قصف قوات التحالف .. القذافي يترنح
 الهدف الرئيسي من حملة قوات التحالف التي حملت اسم "عملية الحامي الموحدة" هو حماية المدنيين والمناطق المدنية المأهولة بالسكان ضد أي هجوم أو تهديد بالهجوم من قبل كتائب القذافي. وتتكون الحملة من ثلاثة عناصرهي : فرض حظر على استيراد الأسلحة لنظام القذافي، وفرض منطقة حظر الطيران على الأجواء الليبية، وحماية المدنيين من هجومات كتائب القذافي.
اليوم العاشر من مايو، تناقلت وسائل الأعلام خبرا مفاده أن قوات التحالف استطاعت تدمير 85% من قوات كتائب القذافي وهي نسبة كبيرة جدا إذا أضفنا إليها ما نفذته قوات الثوار بعد سلسلة الإنتصارات الرائعة التي حققها الثوار في عدة مناطق و بمستوى عال من الكفاءة والمسؤولية والتضحية، وإذا أخدنا في الإعتبار عزلة القذافي التي أصبحت حقيقة واقعة، ومعنويات قواته المنهارة على مستوى القادة الميدانيين العاجزين على إدارة المعارك استراتيجيا وتكتيكيا، فإنه من السهل توقع هلاك القذافي قريبا جدا.
الجدير بالذكر أن التطورات الأخيرة على الميدان تتزامن مع قرب صدور صحيفة الإتهام ضد القذافي وأبنائه ومساعديه والتي تضع الطاغية وأبناءه والمقربين في خانة المجرمين الدوليين المطلوبين للعدالة وبالتالي يصبح من الضروري اعتقالهم وتقديمهم لهيئة المحكمة الدولية في لاهاي.
لا شك ان قوات التحالف البحرية قد نجحت في تنفيذ قرار الحظرعلى استيراد أسلحة من قبل القذافي، حيث ركزت على منطقة البحر الأبيض المتوسط، ولكن القذافي استفاد في هذا المجال من الحدود الواسعة لليبيا مع الدول المجاورة (الجزائر، تشاد، السودان، النيجر). ومن جهة أخرى استطاعت القوات البحرية للتحالف أن تحمي سفن وطائرات الإغاثة والمساعدات الإنسانية التي تصل المناطق المحررة عبر الموانئ الليبية في مصراتة وطبرق وبنغازي. والرسم البيان التالي يبين نشاط قوات التحالف في البحر المتوسط.

متى سيفقد القذافي 95% من قوته؟
للإجابة على هذا السؤال يمكننا أن نستعين بأرقام مشتقة من تقارير التحالف اليومية المنشورة في موقع التحالف الرسمي وهي أرقام وحقائق لن تنفع معها أكاذيب إذاعات القذافي.


يتبين أن العدد الكلي للطلعات الجوية لطائرات التحالف في ازدياد مستمر وكذلك هي الطلعات التي يتم فيها قصف الأهداف العسكرية في مختلف المناطق. فبعد 40 يوما وصل العدد الكلي للطلعات الجوية ما يقارب 6000 طلعة، منها ما يقارب 2400 طلعة لقصف أهداف محددة وبدقة متناهية.
وعند البحث في تقديرات التحالف لنسبة تدمير قوات القذافي نجد أنه تم الإعلان عن تدمير 40% يوم الخامس والعشرين للحملة و 70% بعد 35 يوم، ووصلت نسبة التدمير إلى 85% اليوم الأربعين منذ بدأ الحملة . وبالتالي يمكن توقع أن تصل نسبة التدمير إلى 90% في منتصف شهر مايو الجاري.





الملاحظ أن التحالف استطاع أن يحقق كل تلك الانجازات رغم أن نسبة الطلعات التي نتج عنها قصف جوي هي أقل من 40% في المتوسط من العدد الكلي، وهو ما يدل على أن قصف طائرات التحالف لم يكن يتم بشكل عشوائي بل عبر منهجية شمولية وتحديد محكم للأهداف العسكرية ، بل أن الكثير من الثوار ذكروا بأن عملية القصف عادة ما تتم بعد ساعات من التحليق فوق الهدف حيث يتم التأكد من خلو الهدف من المدنيين وأيضا لللتأكد من أن إمكانية تدمير الهدف ستكون عالية ضمانا لتنفيذ المهمة بكفاءة وبدون أي خسائر بين المدنيين .
لعل من أهم الملاحظات التي ذكرها العديد من المراقبين هي أن عمليات قصف التحالف التي تمت خلال هذه الفترة لم تؤد إلى قتل أي من المدنيين .. ولا يعتد هنا بالأكاذيب التي تطلقها وسائل أعلام القذافي حول طبيعة المنشآت التي تم تدميرها أو عدد الضحايا من المدنيين فيها.
إذن من خلال الرسوم البيانية التفصيلية لهذه الارقام يمكننا أن نقر بأن حملة التحالف بدأت تقترب بسرعة وخلال أيام قليلة من تحقيق أهم أهدافها وهو تدمير ما يقارب من 90% من قوة القذافي العسكرية (أليات ومعدات ودبابات وصواريخ وأجهزة اتصالات ومخازن ذخيرة ومواقع التحكم والإدارة والمتابعة).

تدمير الدبابات والآليات الثقيلة ومخازن الدخيرة
نلاحظ في الرسم البيان التالي أن عدد الدبابات التي دمرتها قوات التحالف زادت قليلا عن 100 دبابة وهو لا يعتبر رقما كبيرا مقارنة بعدد الدبابات التي دمرها الثوار بأسلحة خفيفة بعضها مصنوع محليا، والسبب أن القذافي لم يستعمل دباباته بكثافة بعد الضربة التي تلقتها قواته في الطريق نحو بنغازي من قبل الطائرات الفرنسية. الأمر الملفت للنظر في هذا الرسم البياني هو ارتفاع معدل تدمير مخازن الدخيرة في العشرة أيام الأخيرة والتي شملت أكبر مخازن الدخيرة بالقرب من الزنتان وسبها والواحات وطرابلس وغيرها من المناطق.

تدمير آليات النقل بأنواعها المختلفة والراجمات وبطاريات وقواعد الصواريخ
لاحظ المراقبون بأن كتائب القذافي الأمنية خسرت كل المعارك في مواجهة الثوار وفي كل المناطق، رغم الإدعاء بأن الكتائب هي الأكثر تسليحا والأقدر تدريبا ، ولكن شتان بين من يقاتل في سبيل قضية الوطن وبين ما يقاتل مكرها أو تحت تأثير المخدرات وبدون عقيدة قتالية. ولذلك ركز القذافي على استعمال راجمات الصورايخ (جراد) ومدافع الهاون ومضادات الطائرات لقصف المدنيين عن بعد. وكان لابد من التركيز على الأليات التي تحمل تلك المدافع أو الراجمات وبطاريات الصواريخ وخاصة التي تم قصفها في الأيام الأخيرة بالقرب من سرت وهي صواريخ سكود طويلة المدى.

تدمير الخنادق والمنشآت والمباني العسكرية
الملاحظ أن قوات التحالف لم تبدأ في قصف مثل هذه الأهداف إلا في منتصف الاسبوع الثاني من بدء الحملة. حيث اصبح من الضروري قصف المواقع التابعة لإدارة المعارك وخاصة بعد تدمير العديد من محطات الأتصالات وتزامن ذلك مع قصف كمية هائلة من الخنادق التي تستعمل لتفادي الضربات الجوية لطائرات التحالف ومن تلك الخنادق والمباني مراكز القيادة والمتابعة في معسكر باب العزيزية وسرت وسبها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق