السبت، 19 مارس 2011

الخـلاف داخـل القـذاذفـة: صراع على السلـطة أم صراع على النـفوذ؟

أخـبار ليـبـيا (إعادة نشر)

تواترت في الآونة الأخيرة معلومات وأنباء تشير الى نشوب خلاف حاد في إطار عائلة القذاذفة بين أبناء اللواء مسعود عبدالحفيظ والعقيد معمر القذافي. وتضاربت المصادر حول اسباب هذه الخلاف وعما إذا كان خلافا سياسيا على السلطة أم لأسباب مالية وتجارية.


وأشارت مصادر خاصة الى صدور قرار عن السلطات الليبية بإقالة عمر مسعود عبدالحفيظ من منصبه كمدير لشركة تام أويل إيطاليا، ومقرها ميلان، وكنائب مدير لشركة أويل إنفست المتخصصة في استثمار أموال النفط خارج ليبيا. ويأتي ذلك في سياق تقارير عن فساد وتجاوزات مالية كبيرة.

وأكدت المصادر أن سيف الإسلام معمر القذافي عمل على تعميم ذلك القرار على جميع المؤسسات والشركات التي تتعامل مع تام أويل ميلانو داخل ليبيا وخارجها. وأن ذلك الإجراء أثار حفيظة الإبن الأكبر لمسعود عبدالحفيظ المدعو عبدالحكيم، فتطور الأمر إلى خصومة حادة بينه وبين سيف الإسلام.

وقد تفاقم الخلاف الى درجة كبيرة لما وصفته بعض المصادر بمواجهات مسلحة بين "قذاذفة سبها وقذاذفة سرت". وتؤكد هذه المصادر حصول اشتباكات مسلحة بين قوات الحرس التابعة للطرفين قتل خلالها إثنان من أفراد الأمن الداخلي وإثنان من أفراد الأمن الخارجي. ولاحتواء النزاع تحركت دبابات بأوامر من العقيد القذافي للسيطرة على الموقف وحوصرت المنطقة وتم القبض على عدد من الأشخاص المتورطين في تصعيد الخلاف.

وذهبت مصادر أخرى الى أبعد من ذلك. فقد نسبت صحيفة "الوطن" السعودية بتاريخ 14 يوليو الى "مصادر عسكرية ليبية غير رسمية" معلومات تفيد باعتقال مسعود عبدالحفيظ نفسه (وهو الأمر الذي استبعدته مصادر أكثر اطلاعا على الشأن الليبي). وفسرت الصحيفة الخلاف بين سيف الإسلام وعبدالحكيم بأنه "هام يتعلق بالتوازن السياسي والإقتصادي في الجنوب الليبي".

كما أشارت مصادر خاصة الى إنزال رتبة رئيس جهاز الأمن الداخلي التهامي خالد من عقيد الى مقدم، فما عاد يوقع تعليماته وأوراقه الرسمية بصفته المعتادة ويكتفي في توقيعه بوصف "رئيس الجهاز".

وتؤكد المعلومات الواردة من الجنوب أنه نتيجة لمحاصرة قوات الأمن الداخلي للمنطقة اضطر عبدالحكيم مسعود عبدالحفيظ الى اللجوء الى النبجر على الحدود الجنوبية الغربية لليبيا، ومنها نقل الى ايطاليا على متن طائرة خاصة أرسلها له أخوه عمر المقيم في إوروبا حاليا حيث يمتلك أبناء مسعود عبدالحفيظ فيللا فخمة (توصف بأنها قصر صغير) في منطقة كوبيه ‏Coppet في جنيف بسويسرا، تقدر قيمتها بما يزيد عن ستة (6) ملايين دولار!! ‏

وفي الوقت الذي تستبعد فيها دوائر مطلعة على الشأن الليبي أن يكون الخلاف في إطار الصراع على السلطة أو تقاسم الحكم، فإنها تؤكد أنه نزاع حول النفوذ المالي والإقتصادي وتقاسم المصالح التجارية، خاصة في المنطقة الجنوبية من البلاد.
فمسعود عبدالحفيظ كان وما يزال حليفا مخلصا وسندا متينا لمعمر القذافي. وهو من أقدم وأقوى العناصر التي ساندته وثبتت حكمه في الجنوب طوال هذه السنوات. وقد أظهر في جميع الأوقات مهارة كبيرة في ضمان وحماية استقرار الجنوب الليبي وإدارة العلاقات المعقدة فيه بين مختلف القبائل من السودان شرقا وحتى النيجر غربا وتشاد جنوبا.

فهو وأبناؤه لذلك يعتبرون أنفسهم حكام الجنوب بلا منازع، وليس لأحد أن يتدخل في المنطقة دون علمهم. وهم يتحكمون في جميع النشاطات التجارية والمشاريع الأساسية، وفي عمليات وطرق التهريب المزدهرة عبر الحدود مع الجزائر والنيجر وتشاد.

ورغم ذلك فإن هذه الدوائر ترى أن الخلاف لن يؤثر في ميزان القوة داخل القذاذفة أو في استقرار الأوضاع وقدرة "قذاذفة سرت" على استعادة سيطرتهم على الأمور. ولعل من المبالغ فيه اعتبار الخلاف تحديا من مسعود عبدالحفيظ وأبنائه لمعمر القذافي وأبنائه، إذ لم يعرف عن معسكر عبدالحفيظ أنهم يتطلعون لتنازع الحكم مع معسكر معمر أو أنهم يطمحون لأن يكونوا بديلا له.

فمعمر أفلح، على ما يبدو، في احتواء الخلاف بين أبنائه وأبناء مسعود عبدالحفيظ... على الأقل في الوقت الراهن. أما بالنسبة للمستقبل، على رأي أحدهم، فـ "اللـه أعلـم"!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق