الأربعاء، 16 فبراير 2011

استباقاً ليوم الغضب في ليبيا

مظاهرات احتجاجية غاضبة في بنغازي  

إسلام أون لاين – وكالات : أفادت مصادر إعلامية أن اشتباكات حصلت بين متظاهرين ليبيين وقوات الأمن بمدينة بنغازي وأسفرت عن مقتل اثنين من المحتجين برصاص الشرطة في ثاني أكبر مدن ليبيا، حيث انطلقت مسيرة عفوية في المدينة الثلاثاء 2011/2/15 استباقاً ليوم الغضب المزمع تنظيمه الخميس 17 فبراير، وقد أحرق المتظاهرون الغاضبون صوراً للزعيم الليبي معمر القذافي في شارع جمال عبد الناصر.
وأفاد موقع صحيفة "قورينا" التي تصدر في بنغازي على الإنترنت أن المحتجين تجمعوا ليلاً أمام مقر اللجنة الشعبية في منطقة صبري ببنغازي ثم توجهوا إلى ساحة الشجرة حيث وقع اشتباك بينهم وبين الشرطة وأعضاء في اللجان الشعبية الموالية للقذافي، ما أدى إلى إصابة 14 شخصاً بينهم عشرة ضباط شرطة وصفت جروحهم بالطفيفة.


الناشط فتحي تربل
وجاء في الطبعة الالكترونية لصحيفة قورينا الليبية الخاصة أن "المتجمهرين" كانوا يحملون قنابل مولوتوف وأنهم رشقوا الشرطة بالحجارة، وأضافت أن المحتجين تجمهروا أمام مبنى مديرية أمن بنغازي مطالبين بالافراج عن الناشط فتحي تربل.
يذكر أن الناشط الحقوقي فتحي تربل يترأس لجنة ضحايا عائلات مجزرة بوسليم، وهي المجزرة التي قتل فيها 1200 شاب ليبي في سجن بوسليم بالعاصمة طرابلس في 29 يونيو 1996 والذين تمنتع الحكومة عن تسليم جثامينهم إلى عائلاتهم حتى اليوم.
وقال أحد سكان بنغازي في اتصال أجرته معه رويترز إن المشاركين في الاحتجاج يتراوح عددهم ما بين 500 – 600 شخص أعلبهم أقارب نزلاء بسجن أبو سليم في طرابلس والذي يوضع فيه عادة المعتقلون من المتشددين الإسلاميين والمعارضين للحكومة.
وعلى الفور فقد تم قطع الكهرباء وخدمة الأنترنت عن مدينة بنغازي بأكملها، فيما أطلقت الشرطة القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين.
اتساع الاحتجاجات
وأشارت المصادر إلى انتقال مظاهرات بنغازي إلى مدينة الكفرة على بعد 1060 كيلومتراً جنوبي بنغازي، جيث جرى حرق مركز للشرطة في المدينة وصور للزعيم الليبي معمر القذافي وسط اطلاق كثيف للرصاص الحي.
كما خرجت مظاهرات أخرى غاضبة في مدينة يفرن الواقعة على بعد 130 كيلومتراً جنوب غرب العاصمة الليبية طرابلس، وتعرض مركز الشرطة فيها لعملية اقتحام و إضرام نار من قبل شبان غاضبين.
وأفاد شهود عيان بخروج 200 متظاهر بمدينة الزلتين دعماً للمتظاهرين في بنغازي وتصدت لهم أعداد غفيرة من الشرطة وسط أنباء غير مؤكدة عن مقتل متظاهر شاب برصاص الأمن.
بالمقابل بث التلفزيون الليبي مقاطع لعشرات من أعضاء حركة اللجان الثورية في مدن ليبية مختلفة تهتف بحياة الزعيم الليبي معمر القذافي، وتتوعد الجزيرة والمناوئين للقذافي بالمواجهة والقضاء عليهم ومن شعاراتهم "يا جزيرة يا حقيرة القائد ما نبوا غيره".
مظاهرات سلمية
وتأتي هذه الاحتجاجات بعد إعلان مئات النشطاء عزمهم التظاهر سلمياً الخميس 17 فبراير الجاري تزامناً مع الذكرى الخامسة لمظاهرات مدينة بنغازي عام 2005 التي ووجهت بقمع الشرطة.
وكانت مجموعة من الشخصيات والفصائل والقوى السياسية والتنظيمات والهيئات الحقوقية الليبية قد طالبت الثلاثاء 15 فبراير بتنحي الزعيم الليبي معمر القذافي، مؤكدة في الوقت نفسه حق الشعب الليبي في التعبير عن رأيه بمظاهرات سلمية دون أي مضايقات أو تهديدات من النظام.        
المطالبة بتنحي القذافي
هذا وصعدت قوى المعارضة الليبية ونشطاء ليبيون في الخارج من حدة النبرة المطالبة بتنحي الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي الذي يحكم ليبيا منذ 42 عاماً وجميع أفراد أسرته عن كافة السلطات والصلاحيات في البلاد، ودعا بيان أصدرته 213 شخصية ليبية معارضة و13 هيئة وتجمعاً وحزباً معارضاً لنظام القذافي إلى إطلاق الحريات وانتقال سلمي نحو مجتمع تعددي.
وقال البيان أن "ليبيا تعيش واقعاً من البؤس وحالة ترد يعيشها المواطن على كافة مستويات حياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مع الانهيار التام في كل القطاعات".. وأضاف " حقنا لدماء أبناء وطننا، فإننا نطالب بحق الشعب الليبي في الخروج للتعبيرعن رأيه في مظاهرات سلمية، دون أية مضايقات أو استفزازات، أو تهديدات من قبل النظام أو عناصره".
انتقال سلمي للسلطة
ودعا الموقعون على البيان "القوى الفاعلة في ليبيا لتأمين آلية انتقال سلس للسلطات والأجهزة السيادية من قضائية وتشريعية وتنفيذية في البلاد، لحقن دماء وأعراض وممتلكات الشعب الليبي، بكافة جهاته، وعناصره، وانتماءاته، وقبائله".
وختم البيان "إننا في هذه المرحلة التاريخية التي تشهد مخاضاً سياسياً يقوده شباب وأبناء الأقطار العربية المجاورة وغيرها من الدول، نطالب كل أبناء ليبيا بمن فيهم العاملون في مؤسسات النظام بأن يغلبوا مصلحة البلاد والشعب على كل شيء وأن يتخذوا القرار الصائب وأن يدركوا أن التجارب قد أثبتت أن العاقبة لا تتغير حتى وإن تأجل التوقيت".
الإفراج عن معارضين
وتزامن نشرالبيان مع دعوة ظهرت في الأيام الأخيرة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إلى التظاهر في ليبيا "ضد الفساد والفقر يوم الخميس السابع عشر من فبراير".
يُشار إلى أن العقيد القذافي هو أطول الزعماء العرب مكوثا في السلطة، حيث إنه أتى إليها إثر انقلاب عسكري جرى في الأول من سبتمبر 1969.
في غضون ذلك قال ناشط حقوقي لرويترز أن ليبيا ستفرج الأربعاء 2011/2/16 عن 110 شخصاً معتقلين لانتمائهم لجماعة متشددة محظورة، وقال محمد طرنيش رئيس جمعية حقوق الانسان في ليبيا إن المعتقلين هم آخر أفراد من الجماعة المحظورة مازالوا محتجزين وأنه سيطلق سراحهم من سجن أبو سليم في طرابلس.
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق