الأربعاء، 8 يونيو 2011

جرائم الاغتصاب تجعل الثوار الليبيين أكثر تحدياً

عمر الكدي : تتواتر الروايات من ثوار ولاجئين وخبراء ليبيين التي تؤكد أن جرائم الاغتصاب التي ارتكبتها كتائب القذافي لا تزال مسكوتاً عنها، وإن ما انكشف منها يمثل رأس جبل الجليد العائم.
وكانت إيمان العبيدي أول ليبية تكشف النقاب عن هذه الممارسات، عندما اقتحمت فندق ريكسوس حيث يقيم الصحفيون الأجانب فب العاصمة الليبية، وكشفت عن ندوب في جسدها تؤكد تعرضها للاغتصاب والتعذيب، وهو ما جعل الصحافة الدولية تولي الموضوع أهمية كبيرة، خاصة بعد إعلان الثوار أنهم عثروا مع جنود القذافي بعد وقوعهم في الأسر، حبوب الفياغرا ومنشطات جنسية أخرى، إضافة إلى العوازل المطاطية.
الاغتصاب بأوامر عليا
يؤكد عدد من الثوار الليبيين أيضاً أنهم عثروا في الهواتف النقالة للجنود الأسرى على صور لعمليات اغتصاب جماعي لنساء وبنات في سن الخامسة عشرة، وهناك من يؤكد اغتصاب طفلات لم يتجاوزن العاشرة من أعمارهن. وتؤكد الاخصائية النفسية الليبية سهام سرقيوة أنها قابلت في بنغازي 140 ضحية، أكدن لها جميعا بأنهن تعرضن للاغتصاب والتعذيب من قبل كتائب القذافي. وفي زيارة لها إلى مخيم للاجئين الليبيين على الحدود التونسية الليبية وزعت سرقيوة خمسين ألف استمارة تشمل العديد من الأسئلة، من بينها سؤال عن التعرض للاغتصاب، وتؤكد الاخصائية النفسية أنها استلمت 295 استمارة أجابت صاحباتها بأنهن تعرضن للاغتصاب.
وكان المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية قد أعلن أن لديه أدلة على أن الاغتصاب في ليبيا تم بأوامر عليا، في حين اعترف جنود كتائب القذافي الذين أسرهم الثوار، أو انشقوا عن الكتائب بأن قادتهم يوزعون عليهم المنشطات الجنسية ويأمرونهم باغتصاب النساء، وهو ما أكده أيضا موسى كوسا، وزير خارجية القذافي السابق، الذي قال إنه لم يسمع من القذافي قبل انشقاقه إلا كلمات مثل "اقصفوا، دمروا، احرقوا، واغتصبوا".
اغتصاب العاملات في فندق الجوهرة
في مكالمة هاتفية مع إذاعتنا أكد حسام النايلي الذي تمكن من الفرار إلى تونس، أن كتائب القذافي اغتصبوا جميع العاملات من ليبيات وأجنبيات في فندق الجوهرة بعد نجاحهم في إعادة السيطرة على مدينة الزاوية. وحدث الأمر نفسه، حسب النايلي، في بعض أحياء المدينة، وخاصة في شارع عقبة بن نافع حيث تمت مداهمة العديد من البيوت واغتصاب النساء داخلها. ويؤكد النايلي أن الهدف من الاغتصاب هو إرهاب سكان المدينة، لكي يتوقفوا عن مناهضة القذافي ونظامه، كما يقول النايلي إن قرية عين الغزايا القريبة من الحدود التونسية حدثت بها الكثير من عمليات الاغتصاب، ولم تتورع كتائب القذافي عن اغتصاب أطفال لم يتجاوزا العاشرة من العمر، وكانت عمليات الاغتصاب تتم في الشارع وأمام عائلات الضحايا، كما يؤكد النايلي وجود العديد من ضحايا الاغتصاب يعالجون في تونس، من بينهن عدد من النساء الذين اقتحمت كتائب القذافي بيوتهن في مدينة الزاوية وزوارة بعد أن استعادة الكتائب السيطرة عليها.
الاغتصاب يرتد على القذافي
يقول حسام النايلي إن جنود كتائب القذافي لم يكن معهم فقط حبوب الفياغرا والمنشطات الجنسية، وإنما أيضا المخدرات والخمر. ولكنه يعتقد أن سلاح الاغتصاب ارتد على القذافي، وهو ما يفسر ما وصفه بالصمود الأسطوري لمدينة مصراته، ومدن وقرى الجبل الغربي، فبدلا من أن يؤدي سلاح الاغتصاب إلى إرهاب الناس وخضوعهم، أدى إلى صمودهم خوفا على أعراضهم. ويروي النايلي أن أهالي قرى جبل نفوسه المطلة على قرية عين الغزايا كانوا يشاهدون عمليات الاغتصاب بالمناظير المكبرة، وهو ما جعلهم يستبسلون للدفاع عن قراهم ومدنهم، كما جعلهم يستميتون في الدفاع عن معبر وزان على الحدود التونسية بالرغم من المحاولات المتكررة لكتائب القذافي لاسترجاعه، ومن بين الإجراءات التي لجأ إليها سكان جبل نفوسه هو تهريب عائلاتهم إلى تونس، حيث لم يبق إلا الرجال والشباب للتصدي للكتائب، وهو ما رفع عنهم حملا ثقيلا وفرغهم فقط للمعركة.
المصدر: إذاعة هولندا العالمية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق