الجمعة، 18 نوفمبر 2011

فرص ذهبية للاستثمار في ليبيا تنتظر الأمن
رويترز
عندما تلقى عمر اتصالاَ من رئيسه الأجنبي يبلغه فيه بأنه يريد العودة إلى طرابلس لاستئناف نشاطه في التصنيع، أجابه الموظف الليبي مازحاً بأن الزيارة لن تكون إلا زيارة شخصية. وقال عمر، الذي طلب عدم نشر اسمه الكامل: «قلت له أنه سيقضي كل الوقت معي، إذ لا يوجد أحد هناك ليعمل معه».

وكغيره من رجال الأعمال العالميين، يتوق رئيس عمر للعودة إلى ليبيا لاستئناف مشروعه بعد الحرب التي استمرت ثمانية شهور وأنهت حكم العقيد معمر القذافي الذي امتد 42 سنة.
لكن في ظل انعدام الأمن وانتشار السلاح في ليبيا، قد لا تكون عودة هؤلاء سريعة أو سهلة، في حين سيعلن رئيس الوزراء عبد الرحيم الكيب خلال أيام تشكيلة حكومته الجديدة التي ستواجه مهمة صعبة لفرض سيطرة المجلس الوطني الانتقالي على البلد، وتنشيط الاقتصاد وإرساء الديموقراطية.
وستضطر الحكومة إلى البدء من نقطة الصفر في بناء المؤسسات، إضافة إلى المحافظة على جهود تنشيط قطاع النفط ونزع السلاح من المجموعات المسلحة. وقال رجل أعمال أوروبي عاد إلى ليبيا قبل أسابيع: «الصورة قاتمة إلى حد ما، إذ نهبت المكاتب في الصراع ولا نعلم من المسؤول أو مع من يجب أن تتحدث». وأضاف: «حاولت الذهاب للعثور على زبائني للحصول على مستحقات مالية، لكن كيف سيدفعون؟ لم تعد الخدمات إلى عملها المعتاد بعد، فعمليات المصارف ما زالت محدودة». وتواجه ليبيا أيضاً بعد الحرب نقصاً في الأوراق النقدية.
السكن في مجمعات
وزار رجل الأعمال مكتبه القديم ومنزله، لكنه فضّل الإقامة في مجمع مؤمن في أحد فنادق طرابلس الفخمة. وقال: «لا وجود للشرطة، والأمن معدوم، لكنني آمل بأن تتحسن الأوضاع». ويمثل إخضاع المجموعات المسلحة لسيطرة الحكومة تحدياً صعباً، بينما يفضّل عدد من العاملين الأجانب الانتظار والترقب حتى عودة الاستقرار.
وقال قائد إحدى المجموعات المسلحة الإسلامية عبد الحكيم بلحاج في ندوة في جامعة طرابلس: «الاقتصاد يعاني بسبب شحّ الأموال، وانتشار السلاح هو أحد أسباب مشاكل السياحة والشركات الأجنبية».
ومعظم الشركات العاملة في «أبراج طرابلس»، إحدى المباني الإدارية الرئيسة في العاصمة، هي شركات ليبية، في حين أعادت شركات الطيران الأجنبية القليلة التي تنظم رحلات إلى ليبيا فتح أبوابها، لكن العمل بطيء.
وفي مبنى إداري قريب، تتضح أيضاً قلة عدد الأجانب، وفي الخارج ظهر ليبي يحمل مشترياته من السوق في إحدى يديه وفي اليد الأخرى بندقية «كلاشنيكوف». وقال مستشار أمني غربي: «كان هذا المكان عامراً بالنشاط، أما الآن، فأول ما تلاحظه هو قلة الأجانب».
ويمكن رؤية وجوه أجنبية في ردهات الفنادق، لكن زياراتهم أصبحت عابرة. وأكد مستشار أمني آخر أن «رجال الأمن أكثر عدداً من رجال الأعمال». واستبعد الاثنان عودة ملحوظة للأجانب قبل العام المقبل على أقل تقدير، في حين ستستغرق عودة عائلاتهم وقتاً أطول».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق