حوار أسماء العرفي لمغاربية من بنغازي: بعد تحرير أجزاء من ليبيا من حكم القذافي، بدأت المعارضة الليبية التي كانت تعيش في المنفى تعود إلى البلاد لبناء دولة ديموقراطية.
أسماء العرفي/ يقول محمد الشيباني "الثوار الحقيقيون هم أولئك الذين واجهوا النار بشجاعة"
بعد عقود من العيش في الخارج، عاد محمد الشيباني مؤخرًا إلى أرض الوطن. وكان قد أًجبر على مغادرة البلاد عام 1978م بسبب الفقر ونظام معمر القذافي القمعي. ويعتبر الشيباني من الشخصيات التي أحبها الشعب الليبي لعفويتة وتلقائيته وقدرته على التعبير عن معاناة الشعب الليبي. ولد في بلدة المطرد الواقعة جنوب مدينة الزاوية الصامدة في المنطقة الغربية من ليبيا، وهو اليوم يتحدث لمغاربية في مدينة بنغازي حول عودته الأخيرة وعن مرئياته لتدخل الأمم المتحدة في مسقط رأسه.
مغاربية: ما هو شعورك وأنت في أرض الوطن بعد أكثر من 30 عام في المنفى؟
محمد الشيباني : لحظة أن وطأت أقدامي أرض ليبيا كانت تسيطر عليّ مشاعر رائعة فياضة تحكي غربة 32 عامًا وعذاب 42 عامًا. فلا يعرف قيمة الوطن إلا من ذاق طعم الغربة.
مغاربية: ما هي التحفظات التي كانت لديك فيما يخص تطبيق الحظر الجوي من قبل الناتو على ليبيا؟
الشيباني: الحمد الله الذي سخر لنا قوى التحالف الغربي لتوقف قوات القذافي. لقد كان أداءهم جيدًا لفترة بسيطة، ما مكن الثوار من الوصول إلى مشارف سرت حتى كادت تنتهي المعركة بتحرير سرت أكبر معاقل القذافي. ولكن الذي حصل أن تراخي الحلف في استهداف القوة العسكرية للقذافي حال دون ذلك الهدف، وكان ذلك سبب التوتر والقلق الذي ظهر على الليبيين بعد تسليم العمليات العسكرية للناتو، ما بدا لنا على أنها مؤامرة.
أحسست أنهم فتحوا لنا الباب وورطونا، داعمين ذلك بتصريحات الرئيس الأمريكي ووزيرة خارجيته ورئيس الحكومة البريطاني عن وجوب رحيل القذافي وفقدانه للشرعية الدولية حتى خلنا أنه سيخرج مرغماً في وقت قياسي أو أنهم سيلجأون إلى اتخاذ موقف عملي. ولكنهم خذلونا وتشجع القذافي ورجع حتى وصل إلى إجدابيا.
قلت آنذاك إنها مؤامرة وأنهم خدعونا. وبعد فترة عادت قوات التحالف مجتمعة وتمكنت من استهداف قوات القذافي بنجاح. كانت بياناتهم مشجعة وبدأوا في العمل من جديد لصالح الثوار كما لو كانوا يحاولون الوفاء بتعهداتهم.
مغاربية: لماذا في رأيك لم تتبع قوات الناتو تعليمات الرئيس الأمريكي؟
الشيباني : أولاً كانوا يختبرون نوايا الليبيين إن كانوا متمسكين بموقفهم وجديتهم ومدى استعدادهم لتقديم التضحيات، فإن لم تساعد نفسك لن يساعدك أحد.
فهذه دول ديمقراطية لديها شعوب تتكلم وأحزاب معارضة. وإذا لم تحصل الحكومة على موافقة الجميع على أعمالها، فإن ذلك قد يكلفها بقاءها في السلطة. .
مغاربية: ما رأيك في الحكومة الانتقالية وفي القرار الذي حدد فترة 45 يومًا لوضع الدستور؟
الشيباني: قيادات الثورة تصر على إسقاط القذافي أولا وتعتبر ذلك من الأولويات، وهو ما أراه منطقيا. هذه الحكومة المختارة متكاملة ولكنها غير قانونية أو دستورية، وقد تم اختيارها بطريقة أو أخرى من قبل المجلس الانتقالي سواء من أعضائه أو من خارجه. وللمجلس حرية الاختيار، لأنه يتعين أن تتوفر في بعض المسؤولين فيه خبرات معينة لأن الوضع يقتضي ذلك. وأولى مهمات هذه الحكومة هو إعداد الدستور الجديد وإقراره ومن ثم الاستفتاء عليه.
مغاربية: هل بدأت صياغة الدستور؟
الشيباني: في اعتقادي أن هناك الآن من يعد لمسودة دستور إن جاز التعبير لربح الوقت. ولدينا الدستور الملكي وهو جيد، ويحتاج فقط إلى بعض التعديلات. كما يمكن الاستعانة بدساتير الدول الديمقراطية لوضع دستورنا الخاص. وفي جميع الأحوال، لا يزال الوقت مبكرًا على ذلك، حيث علينا الآن التركيز على الإطاحة بالقذافي أولًا.
المصدر: موقع مغاربية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق