السبت، 21 مايو 2011

آمال روسيا في ليبيا.. هل تتحقق؟

من الواضح أن موسكو غير راضية تماما عما يحدث في ليبيا منذ البداية، ورغم أنها بامتناعها عن التصويت على قرار مجلس الأمن رقم 1973 قد ساعدت هي والصين على تمريره، إلا أنها، كما تدعي، لم تكن تتوقع كل هذه الخروقات التي تحدث تحت غطاء هذا القرار، .

وتتهم موسكو حلف شمال الأطلسي بأنه يقوم بعملية تهدف فقط إلى اغتيال القذافي، وبناء عليه ترفض روسيا كل ما يحدث هناك. وبعد أن كان البعض يعتقد أن هناك تباينا وخلافا في الرأي بين رأسي السلطة في روسيا، رئيس الدولة ميدفيديف ورئيس الحكومة بوتين، حول مسار الأحداث في ليبيا،.

واعتقاد البعض أن الرئيس ميدفيديف يميل للموقف الغربي، ثبت مع تطور الأحداث عكس ذلك تماما، فقد صرح الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف في مؤتمر صحفي عقد له في مدرسة «سكولكوفو» لإدارة الأعمال يوم 17 مايو إن «قراري مجلس الأمن الدولي حول ليبيا مداسان بالأقدام وبين الزمن بوضوح أنه يمكن التلاعب فيهما»..

وأضاف: «أصبح القراران الدوليان 1970 و1973 مداسين بالأقدام بسبب تصرفات بعض الدول. وتابع قائلا: «رغم أن روسيا أيدت أصلا أحد القرارين وأعطت الضوء الأخضر لتبني القرار الثاني من خلال عدم استخدامها لحق النقض (الفيتو)، فإن الأحداث التالية بينت أنه يمكن التلاعب بهكذا قرارات، وهذا أمر محزن». ويرى ميدفيديف أن ذلك «يقلل من شأن منظمة الأمم المتحدة»..

وقد قال سيرغي لافروف وزير خارجية روسيا، أن مجلس الأمن الدولي فقط يتمتع بحق مراقبة تنفيذ القرارات حول ليبيا. وان دول مجموعة الاتصال بليبيا لم تفوض بذلك، وقال أيضا «أن مجلس الأمن الدولي وحده يتمتع بحق متابعة القرارات التي يتخذها، وله الحق فقط في تحديد سير هذه أو تلك من المسائل. هذا التفويض يتمتع به مجلس الأمن الدولي بموجب ميثاق هيئة الأمم المتحدة، ولم يمنح هذا التفويض لا لمجموعة الاتصال ولا أية جهة أخرى». .

وعبرت موسكو عن عدم رضاها لقيام مجموعة الاتصال بمحاولة الانفراد برسم السياسة الدولية تجاه البلدان الأخرى في المنطقة. معتبرة أن «مجموعة الاتصال هذه شكلت نفسها بنفسها وتحاول أن تلقي على عاتقها الدور الرئيسي في تحديد سياسة المجتمع الدولي بالنسبة لليبيا، بل وليس بالنسبة إلى ليبيا فقط بل وقررت أيضا العمل بالنسبة لدول أخرى في المنطقة»، هذه التصريحات من قبل الخارجية الروسية تعكس مدى غضب موسكو مما يحدث على الساحة في ليبيا.

لقد بينت نتائج المناقشات في الأمم المتحدة وخارجها أن الأغلبية الساحقة عبرت عن ضرورة الإسراع في وقف إطلاق النار، والبحث عن حلول سياسية بهدف مصالحة الأطراف الليبية وإجراء الإصلاحات اللازمة.

. وهذه الأهداف بالذات مثبتة في القرار 1973 ولهذا السبب لم تعارض موسكو اتخاذ القرار انطلاقا من انه لغرض الوصول إلى هذه الأهداف وللتوصل إلى تسوية سلمية يجب أن توجه جهود جميع الذين يمكنهم تقديم العون والمساعدة في هذا الخصوص. وليس لتقديم الدعم والمساندة لطرف واحد فقط، والذي يعني دعمه في النزاع الداخلي المسلح أي في الحرب الأهلية.

كما أن روسيا تعارض بشدة القيام بحملة برية ضد ليبيا. وقال وزير الخارجية لافروف « حول موضوع المقترحات المتوقعة والحصول على موافقة مجلس الأمن الدولي للقيام بحملة برية ضد ليبيا، أن القرار 1973 الذي اتخذه مجلس الأمن الدولي يتضمن بوضوح استثناء هذا الأمر وان الموقف الروسي لم يتغير مطلقا». .

السؤال الآن هو، هل يحقق الموقف الروسي أي شيء على الأرض؟، خاصة مع استضافة موسكو لوفود ليبية تمثل الطرفين؟، سؤال يشك الكثيرون في الإجابة عليه بإيجاب، بينما لدى موسكو أملا كبيرا في ذلك.

المصدر: صحيفة «نيزافيسمايا» الروسية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق