السبت، 21 مايو 2011

هكذا تحدث القذافى عن نهاية الطغاة !!!

محمود الناكوع: منذ أكثر من خمسة عشر عاما نُشر كتيب يحمل عنوان " الفرار إلى جهنم " وهو من تأليف معمر القذافى، وفى إحدى فقراته تحدث عن نهايات مفجعة لكل طاغية فقال عن الجماهير "كم هي عطوفة فى لحظة السرور، فتحمل أبناءها على أكتافها.فقد حملت هانبيبال وباركليز وسافونا رولا ودانتون وروبسبير وموسيلينى ونيكسون . 

 وكم هي  قاسية فى لحظة الغضب فتآمرت على هانيبال وجرعته السم، وأحرقت سافونا رولا على السفود .. وقدمت بطلها دانتون للمقصلة .. وحطمت فكي روبسبير خطيبها المحبوب .. وجرجرت جثة موسلينى فى الشوارع .. وتفت على وجه نكسون وهو يغادر البيت الأبيض بعد أن أدخلته فيه وهي  تصفق ....وقال ما أقسى البشر عندما يطغون جماعيا، ياله من سيل عرم ، لا يرحم من أمامه .. كم أحب حرية الجموع وانطلاقها بلا سيد وقد كسرت أصفادها وزغردت وغنت بعد التأوه والعناء ، ولكن كم أخشاها وأتوجس منها"

لا ندرى هل القذافى هو  الذى كتب هذه الفقرة أم كُتبت له ... لكن المهم هل  القذافى ما زال يتذكر ما كتب بإسمه ؟ وهل مازال يدرك غضبة الجماهير ؟ يبدو أنه قد نسي تلك الحقائق والدليل على ذلك أنه وقف فى الاتجاه المعاكس لأحدث ثورتين شعبيتين عربيتين ، الثورة التونسية والثورة المصرية وعمل بكل ما يستطيع على إفشال الثورتين مؤيدا لبن على ومبارك .

 ثم وصلت الثورة إلى خيمته إلى ليبيا التى حكمها بالحديد والنار لنحو اثنين واربعيم عاما ... ويبدو أن نهايته ستكون أكثر مأساوية من أمثاله الطغاة .

سقنا  هذه الفقرة التى كتبها القذافى أو كتبت له للتذكير بنهاية كل طاغية مستبد  وللتذكير بأن الطغيان حالة نفسية تتكرر مع بعض النماذج البشرية التى تعانى من أمراض عصية أحيانا عن الفهم .

ويبدو أن الطغاة لا يتعلمون من التاريخ ولا يفهمون أي معنى من معانى القيم الإنسانية والأخلاقية ، بينما الجماهير بحسها ومعاناتها تعرف كيف تنتقم من جلاديها فى لحظات حاسمة وقاصمة .

 القذافى يقترب مصيره الآن من مصير الطغاة الذين ذكرهم فى كتيبه ، وقد نعى نفسه يوم أن تحدى الشعب الليبى بإعلانه عن شن حرب لا هوادة فيها على المتظاهرين سلميا، ولم يكتف بالتهديد بل استعمل كل قدراته العسكرية وقتل آلاف الليبيين الأبرياء، فكانت دماءهم وقودا للهب الثورة الشعبية التى انتشرت فى أغلبية مدن ليبيا وقراها وستحاصره قريبا فى آخر معقل له وستكون نهايته مثل نهاية كل الطغاة .

تلك هي سنن الاجتماع والتاريخ نشاهد ظواهرها تتكرر فى الثورات العربية التى أطاحت بعدد من الطغاة وما يزال مد هذه الظوهرات يفعل فعله العميق فى تغيير النفوس والعقول .

وفى ليبيا يتعاظم المد الثورى التغييرى الذى بلغ الآن مرحلته النهائية وهي المرحلة التى ستزحف فيها الجماهير لتضع نهاية الطاغية وتقيم حرس الحرية الكبير فى كل أنحاء الوطن العظيم بشهدائه الأبطال .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق