الأربعاء، 16 فبراير 2011

غدي فرنسيس: أين سينصب القذافي خيمته هذه المرّة؟

بين مصر وتونس، تستلقي ثروات ليبيا بانتظار ثورتها على أقدم حاكم في التاريخ العربي. الرجل الذي تضامن مع بن علي أثناء سقوطه، وتعاطف مع مبارك وحمّل الموساد مسؤولية الثورة في مصر، ليس إلا ديكتاتور آخر، خائف على عرشه المترهّل الذي قضى فيه أكثر من نصف عمره.

42 عاما من الاستبداد واحتكار الثروات وإقامة المشاريع الخاصة في العواصم الأوروبية. 42 عاما من الحكم، حمل القذافي خيمته وتنقّل بها من عاصمة إلى عاصمة. فضيحة في دار الأمم المتحدة، فضيحة في القمة العربية، صفع مرافق من هنا، فضيحة جنسية من هناك. لم تخل سيرة حاكم الأربعة عقود من كل أنواع الفساد وانتهاك حقوق الإنسان، منذ استلم الحكم عام 1969 إثر انقلاب عسكري على الملك محمد إدريس السنوسي.
عقدة الخيمة
يتمتع "الأخ قائد الثورة" برفاهية نادرة، يمشي وتلحق به حاشية مؤلفة من مئات الخدم والمهندسين والأخصائيين الذين تتمحور مهامهم حول تجهيز خيمة القائد أينما أراد نصبها. لا تنفك تتداول دوائر الحكام العرب نكات مستوحاة مما يسمّوه "فصول القذافي وخيمته"، في دمشق، في الدوحة، في نيويورك.
على سبيل المثال لا الحصر، بلغت تكلفة الخيمة التي أقامها الرئيس الليبي معمر القذافي في الدوحة خلال القمة العربية الـ 21 نحو 280 ألف دولار، بحسب موقع داماس بوست الالكتروني الذي ذكر إن القذافي رفض الإقامة في غرف فندق شيراتون الدوحة، وهو أفخم فنادق قطر، ونقل إقامته لخيمة كبيرة وفسيحة في حديقة الفندق ومطلة على شاطئ الخليج العربي. وقد يكون رفضه هذا نابع من خوفه من المرتفعات، بحسب ما كشفت وثيقة لـ"ويكيليكس".
ويكيليكس
أثناء ثورة التونسيين، خرج القذافي ليدينهم، ويعلن مودته واحترامه للديكتاتور بن علي، ذكر أيضاً أن الشعب التونسي يريد خلعه لأن زوجته طرابلسية ليبية. ووجه يومها رسالة للشعب التونسي يقول له: تتابعون "الكيكيليكس" والإنترنت هذا مضيعة للوقت.
"الكيكيليكس" كما يسميها القذافي، لم تبخل عليه بالفضائح. أبرز ما جاء في التسريبات عن السفارة الأميركية أن القذافي يعتمد على ممرضته الأوكرانية جالينا كولونتياسكا "الشقراء الفاتنة"، وقال بعض المتصلين بالسفارة الأميركية في طرابلس انه على علاقة غرامية بالممرضة ويحب رقصة الفلامنغو كما يخشى المرتفعات. إضافة إلى ذلك، كشفت "ويكيليكس" انه أثار ذعراً نووياً لمدة شهر عام 2009 عندما اجل عودة مواد نووية مشتعلة إلى روسيا بسبب استيائه من رفض السلطات الأميركية طلبه لنصب خيمته أمام مقر الأمم المتحدة أثناء زيارته إلى نيويورك. كانت هذه الدفعة الأخيرة من احتياطي ليبيا من اليورانيوم العالي المادة التي اتفقت مع المجتمع الدولي في عام 2003 على نقله إلى روسيا في إطار الصفقة للتخلي عن برنامجها النووي العسكري مقابل الحصول على حوافز اقتصادية وأمنية.
ديمقراطية القذافي
بالأمس، قمعت أولى تجليات الثورة الليبية في بنغازي، بالعنف والضرب والاعتداء. وحين تيقن القذافي من تحركات الشعب ضد الحكومة، أعلن أنه سيشارك فيها. لا شيء غريب على حاكم يتعلّق مصير "جماهيريته" بمزاجه وكيفية بسط خيمته في العواصم. لا شيء غريب على من اعتبر في آخر تصريحاته أن الديمقراطية كلمة متجذرة من "الكراسي".
صحيفة السفير اللبنانية


استمع لتعريف القذافي للديمقراطية



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق